📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
((
أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ : صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ ، وصَلَاةِ الضُّحَى ، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ)).
#الراوي : أبو هريرة
#المصدر : صحيح البخاري
📖 #شـرح_الـحـديـث 🖌
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرشِدُ أصحابَه ويُوصِيهم
بكلِّ ما فيه الخيرُ في دِينِهم ودُنْياهم ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحُثُّهم ويُرغِّبُهم في أعمالِ التَّطوُّعِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه :
●
أَوصاني خَليلي -يعني : رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ،
والخليلُ : هو
الصَّديقُ الخالِصُ الَّذي تَخلَّلَتْ مَحبَّتُه القلْبَ ، فصارتْ في خِلالِه ، أي : في باطنِه-.
●
بثَلاثِ وَصايا ، والوَصيَّةُ هنا بمعْنى
العَهْدِ والأمرِ المؤكَّدِ.
● قولُه : «
لا أدَعُهنَّ حتَّى أموتَ» ،
يَحتمِلُ أنْ يكونَ هذا مِن الوَصيَّةِ ، أي :
أمَرَه ألَّا يَترُكَ العمَلَ بهنَّ حتَّى يَموتَ ، ويَحتمِلُ أنَّ ذلك إخْبارٌ مِن أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه عن نفْسِه.
#الوصية_الأولى : صَومُ ثَلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ ، وجاءتِ الأيَّامُ
مُطلَقةً دونَ تَحديدٍ ، فيَتخيَّرُ مِن الشَّهرِ ما شاءَ.
👈 #وقيل :
الأرغَبُ والأفضَلُ أنْ يَصومَ الثَّلاثةَ في وسَطِ الشَّهرِ ، وهي المُسمَّاةُ
بأيَّامِ البِيضِ ، وهي الثالثَ عشَرَ ، والرابعَ عَشَرَ، والخامسَ عَشَرَ مِن كلِّ شَهرٍ ؛ للأحاديثِ الدالَّةِ عليها ؛ ففي
صِيامِهنَّ تَحصيلُ أجرِ صَومِ شَهرٍ كاملٍ ، باعتِبارِ أنَّ الحَسنةَ بعَشْرِ أمثالِها ، فمَن صامَهنَّ مِن كلِّ شَهرٍ كان كمَن صامَ الدَّهرَ كلَّه.
#والوصية_الثانية : صَلاةُ الضُّحى ، وتُسمَّى أيضًا صَلاةَ التَّسبيحِ ، وهي الصَّلاةُ المؤدَّاةُ في وَقتِ الضُّحَى نافلةً ، ووقْتُ صَلاةِ الضُّحى بعْدَ شُروقِ الشَّمسِ قدْرَ رُمْحٍ ، ويُقدَّرُ في المواقيتِ الحديثةِ
بمِقدارِ رُبعِ ساعةٍ بعْدَ الشُّروقِ ، ويَمتدُّ وَقتُها إلى
ما قبْلَ الظُّهرِ برُبعِ ساعةٍ أيضًا ،
وأقلُّها رَكعتانِ ، واختُلِفَ في أكثَرِها ؛ #فقيل :
ثَماني رَكعاتٍ ، #وقيل :
لا حَدَّ لأكثَرِها.
#والوصية_الثالثة : الوِتْرُ ، وهو صَلاةُ آخِرِ اللَّيلِ ،
وهي صَلاةٌ تُؤدَّى مِن بعْدِ صَلاةِ العِشاءِ إلى طُلوعِ الفَجرِ ؛ سُمِّيَت بذلك لأنَّها تُصلَّى وِترًا ؛ رَكعةً واحدةً ، أو ثلاثًا ، أو أكثَرَ.
👈 وقد أَوْصى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبا هريرةَ رَضيَ اللهُ عنه في هذا الحديثِ
بصَلاتِها قبْلَ النَّومِ ، ولعلَّه أوصاهُ بذلك ؛
لأنَّه خاف عليه فَوتَ الصَّلاةِ بالنَّومِ ، #قيل : لا مُعارَضةَ بيْنَ وَصيَّةِ أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه بالوتْرِ قبْلَ النَّومِ ، وبيْن حَديثِ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها المُتَّفقِ عليه : «وانْتَهى وِترُه إلى السَّحَرِ» ؛ لأنَّ
الأوَّلَ لإرادةِ الاحتياطِ ،
والآخَرَ لمَن عَلِمَ مِن نفْسِه قُوَّةً.
#وفي_الحديث :
▪︎
أنَّ مَن خاف فَواتَ الوِترِ ، فالأفضلُ له أنْ يُصَلِّيَه قبْلَ أنْ يَنامَ.
▪︎فيه : الافتخارُ بصُحبةِ الأكابرِ إذا كان ذلك على معْنى التَّحدُّثِ بالنِّعمةِ والشُّكرِ للهِ تعالَى ، لا على وَجْهِ المُباهاةِ.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚
https://dorar.net/hadith/sharh/7879