تابع / مِن فَضائِلِ شَهادةِ لا إلهَ إلَّا اللهُ
6⃣ أنَّها سَبَبٌ للنَّجاةِ مِنَ النَّارِ :
●
عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَمِعَ مُؤَذِّنًا يَقولُ : أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، فقال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ((خرَجْتَ مِنَ النَّارِ)) . أخرجه مسلم.
● وعن عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عنه قال : سَمِعتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ :
((مَن شَهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ ، حرَّم اللهُ عليه النَّارَ )). أخرجه مسلم.
● وعن عِتْبانَ بنِ مالِكٍ رَضِي اللهُ عنه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :
((فإنَّ اللهَ قد حرَّم على النَّارِ مَن قال : لا إلهَ إلَّا اللهُ ، يبتغي بذلك وَجْهَ اللهِ )) . أخرجه البخاري ومسلم.
● وعن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ومُعاذُ بنُ جَبَلٍ رديفُه على الرَّحلِ ، قال : ((يا مُعاذُ)) ، قال : لبَّيك رَسولَ اللهِ وسَعْدَيك ، قال : ((يا مُعاذُ)) ، قال : لبَّيك رَسولَ اللهِ وسَعْدَيك ، قال : ((يا مُعاذُ)) ، قال : لبَّيك رَسولَ اللهِ وسَعْدَيك ، قال :
((ما مِن عَبدٍ يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، وأنَّ مُحمَّدًا عَبدُه ورَسولُه ، إلَّا حَرَّمه اللهُ على النَّارِ )) ، قال : يا رسولَ اللهِ ، أفلا أخبِرُ بها فيَستَبشِروا؟! قال : ((إذًا يتَّكِلوا)) ، فأخبَرَ بها معاذٌ عند مَوتِه ؛ تأثُّمًا. (أخرجه البخاري ومسلم).
📚 قال ابنُ الجوزي :
(فإن قيل : كيف الجَمعُ بيْن قَولِه : ((إنَّ اللهَ حَرَّم على النَّارِ من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ)) وبيْن تعذيبِ المُوَحِّدينَ؟ فالجوابُ : أنَّه ذكر في هذا الحديثِ الذي نحن فيه عن الزُّهْريِّ أنَّه قال : نَزَلت بعد ذلك فرائِضُ نرى أنَّ الأمرَ انتهى إليها ، وهو جوابٌ لا يَشْفي ؛ لأنَّ الصَّلواتِ الخَمسَ فُرِضَت بمكَّةَ قَبلَ هذه القِصَّةِ بمُدَّةٍ ، وظاهِرُ الحَديثِ أنَّ مُجَرَّدَ القَولِ يَدفَعُ عذابَ النَّارِ ولو تَرَك الصَّلاةَ ،... وقد ذكَرْنا عن هذا جوابَينِ : أحَدُهما : أنَّ مَن قالَها مُخلِصًا فإنَّه لا يَترُكُ العَمَلَ بالفرائِضِ ؛ إذ إخلاصُ القَولِ حامِلٌ على أداءِ اللَّازِمِ. والثَّاني : أنَّه يَحرُمُ على النَّارِ خُلودُه فيها).
📖 وقال ابنُ تَيميَّةَ :
(الإخلاصُ ينفي أسبابَ دُخولِ النَّارِ ؛ فمَن دَخَل النَّارَ مِن القائِلينَ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، لم يحقِّقْ إخلاصَها المحَرِّمَ له على النَّارِ ، بل كان في قَلْبِه نوعٌ مِنَ الشِّرْكِ الذي أوقَعَه فيما أدخَلَه النَّارَ ، والشِّرْكُ في هذه الأمَّةِ أخفى من دَبيبِ النَّمْلِ ؛ ولهذا كان العَبدُ مَأمورًا في كُلِّ صَلاةٍ أن يقولَ : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] .
والشَّيطانُ يأمُرُ بالشِّرْكِ ، والنَّفسُ تُطيعُه في ذلك ، فلا تَزالُ النَّفسُ تَلتَفِتُ إلى غيرِ اللهِ ؛ إمَّا خوفًا منه ، وإمَّا رجاءً له ، فلا يزالُ العَبدُ مُفتَقِرًا إلى تخليصِ تَوحيدِه مِن شوائِبِ الشِّرْكِ).
#يتبع
📚 #الموسوعـة_الـعـقـدية 📚
https://dorar.net/aqeeda/315