كان حديثي مع اللَّه مختصراً جداً بدأ ببُكاء وأنتهى ببُكاء وما بين البُكاء .. بُكاء ومناجاة بنداءه ( يا رب ) لكنني على يقين بأنه أستمع لقلبي أليس هو الذي يعلم السر وما يخفى ؟ سيُنجيني اللَّه سينتشلني مما أنا فيه يقيناً ..
هذا الذكر يحمل سرًّا عظيمًا من أسرار شكر النعم، إذ حين تقوله، تُقرّ بأن كل ما تملك من نعمة هو من الله وحده، فتعبّر عن امتنانك وحمدك له. وبذلك، تكون قد أديت شكر يومك كاملاً حين تذكره في الصباح، وشكر ليلتك حين تذكره في المساء.
تخيّل أن تُكتب لك بركة اليوم أو الليلة فقط لأنك وقفت لحظاتٍ تعترف فيها بفضل الله، وترفع شكر قلبك إليه! إنه ليس مجرد ذكرٍ عابر، بل هو مفتاح لدوام النعمة وزيادتها، وطريق يوصلك إلى شعورٍ عميق بالرضا والسلام الداخلي.
نذكركم بهذا الذكر والذي هو من أذكار الصباح والمساء :
ورد عن النبي ﷺ في الحديث: "من قال حين يصبح: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ، فقد أدى شكر يومه. ومن قال مثل ذلك حين يمسي، فقد أدى شكر ليلته."
كم من مهمّةٍ أكثرت تأجيلها، وأثقل يومك التسويف والتأخير، تنشغل بكل شيءٍ إلا بالمهم، ثم ماذا بعد؟ هروبٌ من المسؤولية، شتاتٌ واضح، أعصابٌ لا راحة فيها، ضياعٌ في الواجبات، ثم انشغالُ ذهنٍ دائم، وضيق صدر!
ألم يكفِكَ تأنيب الضمير، وكثرة التفكير؟ تحتاج فقط أن تلزم نفسك، أن تضع حَدًا لكل سفاسف الأمور، للتّصفّح الذي لا جدوى فيه، للمقاطع التي لا تضيف لك قيمة، للبرامج التافهة، للتطبيقات الفارغة، تحتاج أن تكون حازمًا عليك قليلًا، أو كثيرًا إن لزم الأمر!
لا تكثر بكاءك، هناك جوانب عليك النَّظر فيها مجدّدًا، لحظاتك التي تحبّها، كتابك الذي تقرؤه، صديقك الذي تدعو له، بيتك الذي تطمئنّ فيه، برنامجك العلمي الذي التحقت به، مشروعك الذي تعمل عليه، حسناتك التي تجمعها، آخرتك التي تسيرُ إليها..
عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ" [رواه أبو داود].
🌹 ليلة الجمعة، فرصة عظيمة لنملأ قلوبنا بالذكر وننيرها بالصلاة على الحبيب ﷺ. فلنجعلها عادة، ونحرص على أن تصله منا أطيب السلامات، فهو الشفيع الحبيب الذي ينتظر من أمته الحب والذكر.
• إنَّ المراهنة على اندثار هذا الدين بشعائره العظيمة وفرائضه، بل وسننه، مراهنة خاسرة لم تفز يومًا منذ زمن أبي جهل ولكنكم قومٌ تستعجلون. • واعلم - ثبَّت الله قلبك - أنَّ الإسلام لا يموت، لكنه يمر بفترات تمحيص ينجو فيها أهل الصدق، ويسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الإنتكاسة، فاصبر واحتسب؛ فلستَ خيرًا من بلال، ولستِ خيرًا من سميَّة رضي الله عنهم أجمعين . • واعلم أنه ستمر بك أيام عجاف، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر، سيُحزنك الواقع، وتؤلمك المناظر، هذه المشاعر عظيمة عند الله، ودليل خير وقر في قلبك، فلا تنحرها بسكين الإنتكاسة! • ويا أخي لا يغرنَّك في طريق الحق قلة السالكين، ولا يغرنَّك في طريق الباطل كثرة الهالكين، أنت الجماعة ولو كنتَ وحدك {إن إبراهيم كان أمة}، كن غريبًا .. وطوبى للغرباء . • أخيراً : اِعلم أن خروجك من قافلة الخير لا يضر أحدًا سِواك، ووجودك فيها فضل من الله ونعمة أنعم بها عليك، والخروج منها هو الخسران المبين، واعلم أنَّ شريعة السماء تسير غير آبهة بأسماء المتخاذلين، تسقط أسماء وتعلو أسماء {وإنْ تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.
دون في خانة إنجازاتك يا صاحبي قيامك لصلاة الفجر ! ودون أيضاً إمساكك بيد أحبائك رغم كل شيء
فمن أعطاك قلبه فقد ائتمنك عليه والله يُحبُّ أن تُؤدى الأمانات إلى أهلها !
دون في خانة إنجازاتك تلك اللحظة التي فرحت فيها بنجاح غيرك فهذا يعني ، أن لك قلباً طيباً ! ودون أيضاً دعاءكَ بالبركة لكل صاحب نعمة فهذا يعني أنك تربيت جيداً ، ورضيت بقسمة الله ! دون في خانة إنجازاتك كل دمعة مسحتها لمحزون وكل كلمة حلوة قلتها لمجروح ، وكل تربيتة ربتها على كتف مكسور دون في خانة إنجازاتك غيرةً أحرقتك فكتمتها كي لا تُفلت يدك في منتصف الطريق !