كان خائفًا،
شاردًا،
وحيدًا،
مُرهقًا،
مُتعبًا،
ولكنه كان مُحسنًا..
محسنًا وهو في أشد حالاته إعياءً،
محسنًا وهو الفقير إلى الإحسان،
عونًا وهو المُحتاج إلى العون،
سخيًا جوادً بما يملك رغم قلة الحيلة والحال..
قال ما خطبكما ؟
قضى لهما حاجتهما،
أعانهما،
ثم..
ثم تولّى إلى الظل،
وألجأ ظهره إلى ركن متين،
قضى حاجتهما ثم..
ثم أنزل حاجته بربٍ كريم، برٍ، مُحسنٍ، ودودٍ، رحيم..
"فقال ربِّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير "
فقير إليكَ يارب،
أنزل حاجتي بكَ وحدك،
فأنا وحيد، خائف، تائه..
قضى حاجتهما وهو بهذه الحال؛ متعب، خائف، وحيد..
فقضى الله حاجته، وجزاه بالإحسان إحسانًا..
فأبدله مكان الخوف أمنًا.."قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين"
ومكان الوحشة أُنسًا وسكنًا .."قال إني أريد أن أُنكحك إحدى ابنتي هاتين"
ومكان التيه قصدًا ونورًا ورشدًا وهدىً.. "نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين"
فما أعذبه من دعاء،
وما أحسنه من جزاء،
وياحظ من آوى إلى رُكنٍ شديد..