الحديث في السياسة وفي أمور المسلمين العامة حرام على أهل العلم والدين!
نعم، إن الحديث في السياسة مقبول من كل أحد مهما يكن؛ مسلم، فاسق، مجرم، منحل، منحط، كافر أيًا يكن، لكن أن يتكلم رجل العلم والدين في السياسة..
فياللعجب!
أليس غريبًا أن يُطل علينا عالم، أو رجل دين يدلي برأيه في أمر من أمور المسلمين العامة، أو قضية من قضايا المسلمين السياسية؟
إن هذا لأمر مستغربٌ مستنكر، ولغرابته صرنا نتعجب إن تكلم أحد من رجال الدين والعلم في قضية سياسية ونقول بلسان الحال: "عجيب! عالم أو رجل دين يفهم في السياسة!! إن هذا لشيءٌ عُجاب!!
فالحديث في السياسة وفي أمور المسلمين العامة حرام على أهل العلم والدين!
حلالٌ مباح لغيرهم..
هكذا صارت الصورة مع الأسف، وهكذا حُرفت المفاهيم وغيرت، ومررت إلينا و صُدِّقت!
وهذا التغيير للمفاهيم من أخطر الأشياء على الأمة المسلمة، وبقاء المفاهيم صحيحة ومضبوطة عند العلماء وعند طلاب العلم واجب لابد منه حتى ولو كان الواقع مخالفًا لها ولا يسمح بها..
أما عمل السياسة والحديث في شؤون المسلمين فهو من أولى أولويات أهل الدين والعلم، وعدها العلماء من أعظم الطاعات وأفضلها..
وإلا فمن الذي كان يرعى شؤون المسلمين في القرون الأولى؟
ومن الذي كان يتخذ القرارات السياسية والدولية؟ أتراهم أشخاص من خارج إطار الحكام والولاة؟
بل هم والله الحكام والولاة والخلفاء أنفسهم؛ رجال الدين والعلم وأهل الحل والعقد والمسؤولون عن شؤون المسلمين الخاصة والعامة، الداخلية والخارجية، بل كان من أولى أولويات الحكام (أهل الدين والعلم)؛ حماية بيضة الإسلام والدفاع عن حدود الدولة المسلمة، واتخاذ القرارات السياسية الهامة.. ومن يستغرب هذا فليراجع كتب التاريخ والسير ففيها البيان والكفاية..
وللعلماء في بيان ذلك جمل مضيئة،
يقول العز بن عبدالسلام: "أجمع المسلمون على أن الولايات من أفضل الطاعات فإن الولاة المقسطين أعظم أجرًا وأجل قدرًا من غيرهم لكثرة ما يجري على أيديهم من إقامة الحق ورد الباطل"
ويقول ابن تيمية: "فالواجب اتخاذ الإمارة دينًا وقربة يتقرب بها إلى الله تعالى، فإن التقرب إليه بطاعته وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات"
ويقول أيضًا رحمه الله: "ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع، ولابد لهم عند الاجتماع من رأس، لأن الله أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة."
مستفاد من #خير_القرون |
الحلقة 02 | ومن #التجارب_الإصلاحية |
الحلقة 01