🔴كيف نجمع بين قول الرسول ﷺ : كُلَّ مُحدثة بدعة، وبين قوله ﷺ : من سَن في الإسلام سُنَةٌ حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُها وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بِهَا إِلَى يَومَ القِيامَةِ» أخرجه مسلم ؟
الجواب من وجهين:
الأول:
أن معنى قوله ﷺ : مَن سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حَسَنَة أي: من ابتدأ العمل بالسنة الثابتة، ويدل لهذا أن النبي ﷺ ذكره بعد أن حث على الصدقة للقوم الذين وفدوا إلى المدينة ورغب فيها، فجاء الصحابة كلٌّ بما تيسر له، وجاء رجل من الأنصار بصُرَّة قد أثقلت يده، فوضعها في حجر النبي ﷺ، فقال: «مَن سَنَّ في الإسلام سُنَّةَ حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرَها وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بِهَا إِلَى يوم القيامة» أي: ابتدأ العمل بسنة
ثابتة، وليس أنه يأتي هو بسنة جديدة من قِبَل نفسه.
الثاني:
أن يقال:(مَن سَنَّ في الإسلام سُنَّةَ حَسَنَةٌ) أي : سنَّ الوصول إلى شيء مشروع من قبل، كجمع الصحابة رضي الله عنهم المصاحف على مصحف واحد، فهذه سنة حسنة؛ لأن المقصود من ذلك منع التفرق بين المسلمين، وتضليل بعضهم بعضاً.