Смотреть в Telegram
🔷 *سادسًا: إلزامات قوية لمن جعل من هذه القصة فرصة للطعن في عمر بن الخطاب رضي الله عنه* لأن بعضًا ممن يخوض في هذه المسائل حمّل هذه القصة ما لا تتحمل، وجعل يستنبط منها أمورًا لم يقل بها أحد ممن سلف، وكان من ذلك طعنهم في عمر بطعون كثيرة بتكلف وتعسف، فالرد على ذلك بما تقدم، ونزيد هنا أدلة عقلية فنقول: ١- هل فعل عمر شيئًا يوافق الدين أم يخالفه؟ فإن قلتم يخالفه، قلنا يلزمكم أن النبي ﷺ سكت عن أمر مخالف للدين وحاشاه، وإن لم تلتزموا بذلك فيلزم منه أن عمر لم يقل شيئًا يخالف الشرع، ودليل ذلك أن النبي ﷺ أقره ولم يعتب عليه بكلمة واحدة. ٢- ما هو موقف النبي ﷺ مما حدث هل جعل ذلك خطيئة لا تُغفر، وسب وشتم وطعن أم جعله حدثًا عابرًا غير مقصود؟! فلماذا لم تقتدوا به في ذلك؟ ٣- ظاهر الرواية أن النبي ﷺ أقر عمر على عدم الكتابة، *قال البيهقي في دلائل النبوة (8/211)*: «وفي ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الإنكار عليه فيما قال دليلٌ واضحٌ على استصوابه رأيه». ٤- غالب المنتقدين على عمر هذا الفعل لا يُصدّقون بصحة كتب أهل السنة فلماذا يأخذون من كتب السنة ما تشتهيه أنفسهم كهذا الحديث مع أنه لم يروه أحد من علمائهم؟! ٥- علماء آل البيت المتقدمون من الصحابة ومن تلاهم من أبنائهم ومن جاء بعدهم سواء كانوا من أهل السنة أو من غيرهم من الفِرق لم يطعن واحد منهم في عمر بسبب هذه القصة. ٦- هاتوا لنا دليلًا واحدًا أن أحدًا من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان طعن في عمر بسببها؟ لن تجدوا فهذا هو المستحيل! وهم كانوا أحب الناس لرسول الله وأغير الناس عليه فإن الله يقول عنهم: { وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون} [سورة الحشر:8] ٧- ظاهر الحديث وظاهر حال النبي ﷺ وحال الصحابة أن عمر ما قال ذلك إلا شفقة منه على النبي ﷺ وليس اعتراضًا، وإلا لما علل ذلك بقوله: إن رسول الله قد غلبه الوجع، وفي رواية: اشتد به الوجع. *قال الإمام البيهقي في «دلائل النبوة»* (8/273): «إنما قصد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما قال التخفيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه، قد غلب عليه الوجع». ٨- من المعلوم من حال النبي ﷺ أنه بلّغ الرسالة كما أراد الله منه، وقاتل المعادين للدين من الأقارب والأباعد بعد دعوته لهم بالتي هي أحسن، والقول بأن عمر منع النبي ﷺ من الكتاب يخالف منهاج رسول الله ﷺ في تبليغ الرسالة ٩- من يقول إن الكتاب الذي كان سيُكتب كان من أصول الدين يرده قول الله: { ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ}. وهذه الآية نزلت قبل هذه الحادثة وقبل موت النبي ﷺ بأشهر وهذا مما لا خلاف فيه بين الطوائف. ١٠- إن الإصرار على القول بأن ما سيكتبه النبي ﷺ كان أمرًا مهمًا ثم لم يكتبه فيه اتهام للنبي ﷺ بأنه كتم شيئًا أمر بتبليغه. ١١- إن القول بأن النبي ﷺ ترك كتابة أمر مهم فيه اتهام للرسول بأنه قد جبن أمام بعض أصحابه؟ ١٢- أليس النبي ﷺ حين أراد مسح كلمة (رسول الله) من كتاب صلح الحديبية وخالف علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأصر وحلف أن لا يمسحها فأبى النبي ﷺ إلا مسحها ومسحها، فما المانع أن يصر النبي ﷺ على كتابة هذا الكتاب ما لو كان في أمر الخلافة؟ ١٣- أليس النبي ﷺ حين أراد إمضاء صلح الحديبية أمضاه رغم عدم رغبة عمر هو وغيره من الصحابة في إمضائه. ١٤- أليس النبي ﷺ حين أمر الصحابة بما فيهم الخلفاء الأربعة بأن يتحللوا من العمرة لم يحلقوا رؤوسهم وأمضى قوله في ذلك؟ 🔶 فهذه المواقف الثلاثة وغيرها مما هو مثلها دالة على أن النبي ﷺ لو أرد أن يقول أو يفعل شيئًا فإنه ينفذه، ولو رأى تأخرًا من بعض أصحابه لمصلحة يرونها. *قال الخطابي* كما في شرح مسلم للنووي (11/91) «وقد كان أصحابه صلى الله عليه وسلم يراجعونه في بعض الأمور قبل أن يجزم فيها بتحتيم كما راجعوه يوم الحديبية في الخلاف، وفي كتاب الصلح بينه وبين قريش، فأما إذا أمر بالشيء أمر عزيمة فلا يراجعه فيه أحد منهم». ١٥- إن الناظر في سيرة النبي ﷺ ومواقفه مع الصحابة، يعلم أنه كان يفتح المجال للصحابة للنقاش والأخذ والرد، وكان أحيانًا يقول قولًا ثم يقرره، ولو خولف، وأحيانًا يسمع ويأخذ بمشورة أصحابه والقصص في ذلك كثيرة وكان أكثر ما يستمع لمشورة الشيخين رضي الله عنها. المنتقدون على عمر هذا الموقف يقولون إن قول الله: {وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ} [سورة المائدة:67] نزلت حين أمر الله نبيه محمد ﷺ أن يعيّن عليًا للخلافة، أليس هنا من باب أولى أن يعصمه من المعترضين عليه على حسب دعواكم؟!! ١٦- إذا كان ما حصل يستوجب الإنكار فلماذا النبي ﷺ أنكر اختلافهم كما صحت به الرواية، ولم ينكر اعتراضهم على الأمر بالكتابة!!.
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств