المشتركُ ما بينك وبين الشّتاء، ما بينك وبينَ لمعةِ البرق وصوت الرّعد، المشتركُ ما بينك وبين نسائمهِ الباردة جدًّا وخيوط مطره التي تغرقُ القلب شيءٌ ما لم أعرفهُ بعد. لكنّهُ يلفظُ اسمك أمامي باستمرار.. يسألني عنك... يبكي على غيابك، ويطلبُ منّي أن أواسيهِ على حزنه بطريقةٍ يصعبُ إتقانها. يتساقط المطر، توضّبُ الطّيورُ حقائبها، تودّعُ الأوراقُ أغصانها، وتذبلُ الوردةُ على الرصيف وحبّك لا توخزهُ إبرة. يقول محمود درويش: للحنينِ فصلٌ مدلّلٌ هوَ الشّتاء. إنّه يزعمُ بقولهِ أنّهما نارٌ وحطب تزدادُ شدّةُ النّار بمجيءِ الحطب، وكذلك الحنين يصبحُ أشد بقدوم الشّتاء. ربّما! الشّتاءُ والحنين، الشّتاءُ والشّوق، الشّتاءُ والبكاء، مجرّدُ أفكارٍ دراميّة متناقلة. لكن؛ أحبّها وأحبّك! منار وسّوف ٥ تشرين الثّاني.