📚 من طرائف الأدب العربي
تردد ثقيلٌ على ظريفٍ وأطال ترداده عليه حتى سئم منه ، فقال له الثقيل : من تراه أشعر الشعراء ؟
فأجاب الظريف : هو ( ابن الوردي ) بقوله :
غِبْ و زُرْ غبًّا تزِدْ حبّـا فَمَنْ
أَكثرَ التَرْدادَ أضْنـاهُ المللْ
فقال الثقيل: أخطأتَ ، فإن (النجاريَ) أشعرُ منه بقوله:
إذا حقـّقتَ مِـنْ خِــلٍّ ودادًا
فزُرْهُ ولا تَخفْ منهُ ملالاَ
وَ كُنْ كالشَمسِ تطلعُ كلَّ يومٍ
ولا تَكُ في زيارتــه هلالا
فأجاب الظريف: إن ( الحريري ) أشعر منه بقوله:
ولا تزُرْ مَنْ تحبُّ في كل شهرٍ
غيرَ يومٍ ولا تزدهُ عليـه
فاجتلاء الهلال في الشهر يوما
ثم لا تنظر العيون إليه
وإن لم تصدِّقْني فقد وهبتك الدار بما فيها ، وخرج وهو يقول :
إذا حلَّ الثقيـلُ بأرضِ قومٍ
فما للساكنينَ سوى الرَّحيلُ