༺❀--••🔹 *لأنـك اللـه* 🔹••--❀༻
🔵 الحلقة ٢٦ 🔵🖱••.¸¸.•🔹 *تابع الجبار* 🔹•.¸¸.••🖱🔹-- *العربة*..
❀- يقول صاحبي: رأيت عجوزًا تدفع عربة بقرب الحرم مليئة بالحاجيات، كانت السنوات قد شققت جلدها بما فيه الكفاية، رأى فيها أمه، فبكى كل شيء فيه، وكان آخر ما بكى عيناه، أخرج كل ما في جيبه ودسه في يدها ونفسه تكاد تسقط من الحزن على تلك المسكينة.
✿- يقول: لم يدر في خلدي أني أتكرم عليها، أو أن الشكور الحميد سيشكرني، كنت فقط أرتق شرخًا جلبته صورتها المنكسرة في نفسي، ولم أفلح!
❀- لم يمض ذلك الشهر إلا وأضخم مبلغ يحصل عليه في حياته مودع في حسابه البنكي!
✿- لن يدعك الله تجبر كسور الضعفاء ثم لا يشكرك، فهو الشكور الحميد.
🔵•• كــن بلسـمُا إن كـان (حالـك) أرقمــــــا
🔵•• وحــلاوة إن صــار غـــيـــــرك علـقمـــا
❀- كن النافذة التي يتسلل منها الهواء الشفيف على النفوس التي خنقتها أدخنة الحياة الصعبة، تخلق بخلق الجبر، كن اليد العليا.
✿- يزور النبي صلى الله عليه وسلم اليهودي المريض!
❀- يكنس أبو بكر رضي الله عنه بيت العمياء ويطبخ لها طعامها!
✿- يموت عبد الله بن المبارك فيفقد الفقراء تلك الأرزاق التي كانت توضع عند أبوابهم قبيل الفجر، فيعلمون بعد موته أنها منه!
❀- يموت أحد خصوم ابن تيمية فيبشرونه بذلك، فيغضب ويذهب مباشرة إلى أهله وأبنائه فيعزيهم ويقول لهم: أنا كوالدكم، لا تحتاجون شيئًا إلا وأخبرتموني!
✿- كانوا منشغلين بالمهمة العظيمة، مهمة جبر القلوب المنكسرة، كان الله يستخدمهم لذلك الشرف العظيم..
❀- أخبرني صاحبي وقد كان طالبًا في جامعة أم القرى أنه وفي طريقه إلى الجامعة لقي معتمرًا يسأله عن مركز الشرطة، أخبره صاحبي أنه مستعجل فموعد مادة النقد قد شارف على البدء والتي كان الأسبوع القادم هو موعد الاختبار (الصعب) فيها، ومع ذلك فقد أركبه ليقربه من وجهته، وفي السيارة أخبره أنه وقبل ثلاثة أيام فقد في الحرم محفظته وجواله وجواز سفره وكل ما يثبت شخصيته، أصبح مجهول الهوية، لا يستطيع الأكل ولا المبيت ولا التواصل مع أحد! قال ذلك المعتمر لصاحبي: لقد تعبت –وعند هذه الكلمة بالذات أجهش بالبكاء- ثلاثة أيام وأنا أتكفف الناس وأنام في الشوارع.. كان منكسرًا بدرجة كبيرة!
✿- يقول صاحبي إنه واساه، وذكره بالله، وقال له: إن الله لم يفقدك هذه الأشياء في الحرم حتى تذل لغيره، فقط اسجد له واطلبه وسوف يحبوك، ثم أعطاه ثلاثة وثمانين ريالًا، هي كل ما وجده في جيبه، وأنزله وقد رأى ملامح الابتسامة على ثغره.
❀- بعد أسبوعين ظهرت درجة اختبار مادة النقد والذي لم يحل فيه أي فقرة لصعوبته، وقد وطّن نفسه على الرسوب فيها لأنه يستحق فيها الصفر! فإذا بها ثلاثة وثمانين درجة من مئة! عدد الريالات التي أعطاها ذلك المعتمر باتت عدد الدرجات التي نالها في الاختبار! بلا زيادة ولا نقصان!!
✿- نعم، أشياء كلما حاولت أن تنكر وجودها، ظهرت بشكل أوضح وأصرح، كلما قررت ألا تسمعها صرخت بصوت أكثر إذهالا وإدهاشا، إنه الله يا صاحبي إنه الله..
🔵•• لمّا استعمله الله في جبر كسر ذلك المعتمر شكره..
🔹-- *حجرة الخادم*
✿- إذا طرقوا أبواب الملوك، فاطرق أنت باب الملك الأعظم.. إذا وقفوا بذل بساحة أمير، فقف أنت بساحة الإله الأكرم..
إذا سافروا من مستشفى إلى مستشفى، فقم بالليل وقل: يا الله..
❀- بيده مفاتيح الفرج، الشفاء له خزينة عظيمة القدر والحجم، أتعلم أين هي تلك الخزينة؟ إنها عند الله!
-🖱- (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ)
✿- السعادة كذلك لها خزينة، الأمان أيضًا، والراحة، والرضا، أتترك من بيده ملكوت كل شيء، وتنصرف على عبد لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا؟
❀- كم هو مضحك أن يترك زائر ملك من ملوك الدنيا، الانشغال بالحديث مع الملك ليدخل إلى حجرة الخادم ويتحدث إليه!
✿- نحن نفعل ما هو أكثر إضحاكًا من هذا حين نترك مناجاة ملك الدنيا والآخرة سبحانه وطلبه ما نريد ونذهب في رحلة علاجية إلى واشنطن أو إنجلترا ونعود بعد أشهر معنا الخيبة والخسارة!
❀- والكلام ليس عن طلب العلاج، فهو مشروع، بل عن التعلق بالمخلوق، ونسيان الخالق..
#لأنك_الله