༺❀--••🔹 *لأنـك اللـه* 🔹••--❀༻
🔵 الحلقة ١٢ 🔵🖱••.¸¸.•🔹 *تابع اللطيف* 🔹•.¸¸.••🖱🔹-- *الصخرة*
✿- تنام فيجب أن تقوم تصلي بين يديه، فيرسل ريحا هادئة تحرك نافذتك، أو طفلا من أسرتك يمر ويحدث ضوضاء بجوار غرفتك، أو حاجة شديدة في شرب شيء من الماء؛ فتستيقظ وتنظر إلى الساعة، وبعد دقائق تكون واقفا على السجادة تناجيه ولا تعلم أنه هو من أيقظك!
❀- تقود سيارتك في مرتفعات الجبال ثم فجأة ترى من الضرورة أن توقف سيارتك جانبا لتتأكد من وجود شيء في درج السيارة (هويتك أو محفظة نقودك) وبعد ثوان ترى أمامك صخرة عظيمة هابطة من أعلى الجبل لو لم تقف لدكدكتك وسيارتك! فتكمل رحلتك سالما، ولا تعلم أنه هو من أنقذك!
✿- تخطط لمعصيته، تخرج ليلا، تفاصيل الخطة محكمة، فجأة تمر سيارة من بعيد،فتشك أنت أن أحدهم يراقبك، فتنغص تلك السيارة المارة فكرة الذنب لديك؛ فتبرد إرادتك وتعود إلى بيتك، ولا تعلم أنه هو من صرفك بلطفه عن معصيته!
🔵•• وكم لله من لطف خفي
يدق خفاء عن فهم الذكي
🔵•• وكم أمر تساء به صباحا
فتأتيك المسرة في العشي
🔵•• إذا ضاقت بك الأحوال يوما
فثق بالواحد الفرد العلي
🔹-- *الخفايا والخبايا*
✿- ولابد للطيف أن يكون عليما؛ فكيف يكرمك ويمن عليك ويهديك بلطف من لا يعلم مكامن هذا اللطف؟
❀- ولابد أيضا أن يكون خالقا؛ إذ أن كمال اللطيف يقتضي في بعض الأمور إيجاد ما ليس موجودا وخلقه، وها هي أسماء الله وصفاته يشير بعضها إلى بعض، ويقتضي ويستلزم بعضها البعض،
-🖱- يقول تعالى:
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
✿- كيف لا يعلم وقد بلغ من علمه أن أخفى عطاءاته فكانت دقيقة الحضور، هادئة النور، باهرة الشعور، كيف لهذا الرب الذي يكرم بخفاء، ويهدي بخفاء، ويصرف بخفاء، ألا يعلم كل هذا اللطف الذي يحدثه سبحانه؟
💭 يقول الشيخ السعدي:
"وهو اللطيف الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا، وأدرك البواطن والخبايا".
❀- وها هي رؤيا أعظم رؤى البشرية يراها يوسف عليه السلام وهو في حالة تقول كل مؤشراتها الطبيعية باستحالة تحققها!
✿- يحكي رؤياه فيقول:
(إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)، وتأويل الرؤيا أن أباه وأمه وإخوته الأحد عشر سيسجدون له إكراما وتوقيرا!!
❀- جميع المؤشرات لا تدل على تحقق مثل هذه الرؤيا!
✿- فأبوه نبي كريم، كبير في السن، جليل في القدر، ولا تفضي معهودات الأمور أن يكرم الكبير الصغير، والنبي غير النبي، والأب الابن!
❀- وإخوته يكرهونه فكيف سيسجدون له، بل بلغ من كرههم أن خططوا لقتله، بل إن كرههم دفعهم لإلقائه في البئر، فهذه المؤشرات تقول باستحالة أن يحدث سجودهم له في يوم ما!
ثم إن الأحوال تقلبت به فصار مرميا في بئر، ثم سلعة تباع وتشترى، ثم صار عبدا في بيت عزيز مصر! وحال العبودية تلك تقضي أيضا بتأكيد معنى الاستحالة هذه!
✿- ثم انتقل من كونه عبدا خادما في قصر إلى عبد حبيس في سجن! فبعدت المسافة أكثر بينه وبين تحقيق تلك الرؤيا!!
❀- ولكن اللطيف سبحانه يقدر الأقدار، ويصرف الأمور، ويخرجه من السجن، ويجعله في منصب رفيع، ثم يقدر القحط على البلاد، ثم يأتي بإخوته في ثياب الحاجة، وما تزال أقدار اللطيف تلتف لتحقق تلك الرؤيا القديمة؛ فيعجب يوسف لسجود والديه وإخوته
-🖱- ويقول:
(وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا)
✿- وإلا فلولا إرادة ربه لما تحققت ..
-🖱- (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)
❀- هذا اختصار للطف الذي سيطر على المشهد ثم يضع التوقيع النهائي فيقول:
🔹 (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ) 🔹
✿- نعم إنه اللطيف إذا أراد شيئا هيأ أسبابه بكامل اللطف وتام الخفاء، حتى أنه ليقع ما يستحيل في العادة أن يقع! لأنه الله اللطيف الخبير.
#لأنك_الله