༺❀--••🔹 *لأنـك اللـه* 🔹••--❀༻ -•💭 معراج النفوس المطمئنة 💭•- ✿-🖱 أ. *علي بن جابر الفيفي*🖱-✿
🔵 الحلقة ٢٨ 🔵
🌿🌿🌿 *لأنك الله* 🌿🌿🌿
🖱••.¸¸.•🔹 *تابع الفتاح* 🔹•.¸¸.••🖱
🔹️فتوح الغرائب🔹️ ومن الفتوحات الربانية أن يعطيك الله العطاء بكيفية، لا يعطى ذاك العطاء في العادة بتلك الكيفية ! ✿- فمن ذلك أن تعطى عطاء في مدة وجيزة لم ينله غيرك إلا في مدد متطاولة
✨️وقد قيل: إن الزمخشري صاحب الكشاف في التفسير جاور في مكة، وشرع في كتابة تفسيره وهو في معترك المنايا ودقاقة الرقاب كما يقال (ما بين الستين والسبعين) فكتب في ثلاث سنوات ما يكتب مثله في ثلاثين سنة! ✨️يقول رحمه الله : "ووفق الله وسدد ففرغت منه في مقدار مدة خلافة أبي بكر الصديق الله ، وكان يُقدر تمامه في أكثر من ثلاثين سنة، وما هي إلا آية من آيات هذا البيت المحرم وبركة أفيضت علي من بركات هذا الحرم المعظم !".
✿- وقد أخبرت من الثقات عن عالم من علماء هذا العصر، وقاض من قضاة المدينة النبوية، أنه حفظ القرآن الكريم في صباه في شهر رمضان، وهذا مما يصعب تصوّره إلا إن أدخلنا في المعادلة قانون الفتوحات الإلهية، التي تأتي ممن هو على كل شيء قدير! وأنا أشهد أني لم أر مثل حافظته، فقد كاد - بارك الله له - أن يحفظ كل شيء في الحياة، ليس العلم فقط، بل كل شيء! زاده الله علما وبركة.
🍃ومن ذلك أن تعطى عطاء تاما في ظروف غير تامة ولعل قصة تأليف الإمام ابن القيم لسفره العظيم، الذي لم يؤلف في سيرة النبي ﷺ مثله، وأعني به زاد المعاد في هدي خير العباده خير مثال على هذا النوع من الفتوحات
✿- فقد ألفه في طريق سفر، وهو مكدود الخاطر، مشتت العزيمة بعيد عن أهله، وعن كتبه ✨️يقول رحمه الله : "وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى همة إلى معرفة نبيه ﷺ وسيرته وهديه، اقتضاها الخاطر المكدود على عُجَره وبجره، مع البضاعة المزجاة التي لا تنفتح لها أبواب السدد، ولا يتنافس فيها المتنافسون، مع تعليقها في حال السفر لا الإقامة، والقلب بكل واد منه شعبة والهمة قد تفرقت شذر مذر، والكتاب مفقود، ومن يفتح باب العلم لمذاكرته معدوم غير موجود ومع ذلك فإن أنوارًا ما تغمرك إذا ما قرأت ذلك السفر المبارك، تكاد تجزم أن روح القدس أو غيره من الملائكة كان حاضرا بأمر من الله تعالى.
👈🏻أثناء تصنيفه وتأليفه، يذكر الإمام بالمسائل، ويزين له بعض الفصول، ويقرب منه مفاتيح الوصول. ومن ذلك أن ترجو عطاء، فيعطيك الله ما هو أعظم منه!
🍃ويقال في ذلك: إن الحافظ ابن حجر رحم الله أراد عند ذهابه للعمرة أن يعمل بالحديث الشريف: «ماء زمزم لما شرب له»
🍁فشرب من ماء زمزم ليكون مثل الإمام الذهبي في الحديث، يقال: فكان مثله، وزاد عليه
✿- فانظر كيف أن إرادة الله لهذا العالم الجليل كانت أعظم من إرادته لنفسه ❀- ومن أغرب وأعجب الأمثلة لهذا النوع قصة سيدنا موسى ، فقد رأى نارًا، فذهب إليها يريد النار لا غير، يريد منها جذوة واصطلاء، وما وقع في نفسه، ولا دار في خلده أن الله سيعطيه ما هو أعظم من النار، وما هو أجل قدرًا من كل المطلوبات، سيعطيه نعمة كلامه كفاحًا بلا ترجمان، ونعمة النبوة والاصطفاء، ونعمة أن يكون أحد أعظم خمسة في تاريخ البشرية!
أراد الاصطلاء فنال الاصطفاء فأين جذوة النار من هذه العطايا، وهذه المزايا، وهذه الهدايا وصدق المولى حين قال: {مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} ..