༺❀--••🔹 *لأنـك اللـه* 🔹••--❀༻ -•💭 معراج النفوس المطمئنة 💭•- ✿-🖱 أ. *علي بن جابر الفيفي*🖱-✿
🔵 الحلقة ٢١ 🔵
🌿🌿🌿 *لأنك الله* 🌿🌿🌿
🖱••.¸¸.•🔹 * العليم* 🔹•.¸¸.••🖱
يطلب مني أن أفتح أي صفحة عشوائية منه! ثم أقرأ عن أولئك الذين غبرت على موتهم سنوات ونسيت الحياة ملامحهم، ثم يطلب مني أن أتوقف لأتأمل كيف أن الله يعلم كل شيء عن أولئك!
🔹️العليم🔹️ ✿- علمه سبحانه وتعالى ورد في كتابه مئات المرات سواء بصيغة الاسم أو الفعل من العليم أو الخبير أو السميع أو البصير أو الشهيد وهو معنى يريد الله تعالى من خلقه أن يؤمنوا به، وأن يتفكروا فيه، وأن ينثروا هالاته في أقوالهم وأعمالهم واعتقاداتهم لأن مسيرهم إليه سبحانه لن يستقيم إلا وفق إيمان جازم بهذا العلم المحيط بكل شيء في الوجود ومُطَمْئِنٌ جدا الحديث عن علم الله تعالى، ومخيف في ذات الوقت، ومحفز للعمل أيضًا ولا قوام لحياة القلب إلا باستظلاله بمعاني وهدايات هذا الاسم العظيم.
🍁نؤمن أن الله يعلم كل شيء، ثم لا نتأمل في كلمة «كل شيء» التي لو أعطيناها دقائق تأملية لأصبنا بالذهول!
◀️فلنأخذ اسما عشوائيا لنتسلل إليه عبر اسم «العليم» ونرى كيف سيذهلنا علم العليم سبحانه، وليكن «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه..
💮ربنا سبحانه يعلم بأنه سيخلق رجلا اسمه عمر بن الخطاب وما زال آدم في طينته ويعلم قبل ولادته بآلاف السنين اسمه وسنة ولادته بل ولحظة ولادته وموته، ونسبه إلى آدم، وعدد خلايا جسمه، وكل رؤيا وحلم سيراه في منامه ومتى سيسلم وعدد أنفاسه في هذه الحياة، وما هي المشاهد التي سيراها في حياته، وكم كلمة ستتسلل إلى أذنه، وكم حرف سيتلفظ به، وكم خطوة سيخطوها في الحياة، ويعلم أولاده وأولادهم وذراريهم إلى يوم القيامة، ويعلم كل شيء عنهم.. إلخ. 👈🏻ويعلم مثل الذي يعلمه عن عمر عن كل إنسان في الوجود بل عن كل شيء في الوجود لأنه العليم الخبير، الذي لا تخفى عليه خافية!
🔹️لقد سمع🔹️ 🍁كانت عائشة رضي الله عنها في طرف البيت إذ جاءت خولة بنت ثعلبة هنا إلى النبي ﷺ تشكو زوجها فكان الكلام يخفى على عائشة رضي الله عنها، تسمع شيئًا ويخفى عليها شيء! وما هو إلا زمن يسير حتى أنزل الله تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سميع بصير ﴾ [المجادلة: ١] فكانت أمنا عائشة رضي الله عنها تقول بعد ذلك: (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات).
🍁ذعر ما أصيبت به عائشةرضي الله عنها! إذ كيف لصوت بينها وبينه أمتار لم تسمعه، ثم يسمعه الله من فوق سبع سماوات إيمانيا المسألة سهلة، وكلنا نعلن إيماننا بها ولكن عندما تحدث تفاصيلها بين يديك وأنت تشاهد ذلك لا يمكنك إلا أن تدهش وتخاف وتعلم أنك تحت علم الله المحيط بكل همساتك وأفكارك وخيالاتك!
🔹️إلا يعلمها🔹️ ✿- إذا حل عليك فصل الخريف برياحه الساخنة، وبأجوائه الجافة؛ فسر بقدميك، أو بخيالك في إحدى الغابات ذات الأشجار المتلاحمة، وملايين الأوراق الصفراء تقرر التخلي عن أغصانها، لتسقط على الأرض مخلفة خارطة خريفية لا حدود لها في تلك الأثناء رتل قول الحق سبحانه: ﴿وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا﴾ [الأنعام: ٥٩]!
☘ يعلمها ... ✨️قال ابن المسيب: بينما رجل واقف بالليل في شجر كثير وقد عصفت الريح فوقع في نفس الرجل: أترى الله يعلم ما يسقط من هذا الورق ؟ فنودي من جانب الغيضة بصوت عظيم: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: ١١٤).
💮كل هذا العدد الهائل: عند ربك سبحانه وتعالى عدده! ❓️ولكن انتظر، هل قال تعالى: يعلم عددها ؟ أم قال: «يعلمها»؟ 👈🏻ليس فقط العدد إنه يعلم كل ما يتصل بها من معلومات.. يعلم حجمها ووزنها، يعلم عدد العروق التي فيها وكيفية تفرعاتها، يعلم مذاقها وما تحتويه من مواد، يعلم كونها ذات عنق أم لاطئة أم محيطية، يعلم اللحظة التي سقطت فيها، بل وقبل ذلك اللحظة التي وجدت فيها!
☘يعلمها ... ثم يقول الحق: ﴿وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: ٥٩]! أي إلا يعلمها كذلك!
🔘ثم يقول جامعا كل ما نتخيل وما لا نقدر على تخيله {وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ} [الأنعام: ٥٩]
❓️وهل الكون بكل مجراته وذراته إلا رطب أو يابس ؟ كل شيء، نعم كل شيء يعلمه سبحانه