༺❀--••🔹 *لأنـك اللـه* 🔹••--❀༻ -•💭 معراج النفوس المطمئنة 💭•- ✿-🖱 أ. *علي بن جابر الفيفي*🖱-✿
🔵 الحلقة ١٢ 🔵
🌿🌿🌿 *لأنك الله* 🌿🌿🌿
🖱••.¸¸.•🔹 *تابع الوهاب* 🔹•.¸¸.••🖱
🔹️دعاء بلا سقف🔹️ نحن نعلم أن من حكم ذكر قصص الأنبياء في القرآن الكريم أن يكونوا عليهم السلام قدوة لنا نتأسى بهديهم، ونقتدي بهم...
✿- ومما لفت نظري وأنا أقرأ وأتأمل في دعاء الأنبياء في القرآن الكريم أن هناك شبه توافق بينها فكثير من دعوات الأنبياء التي جاء ذكر استجابتها في القرآن كانت تتسم بسمة غريبة، وسوف تتعجب إن تأملتها معي الآن هذه السمة أختصرها بقولي: ((غرابة الدعاء))!
🍁لم يكن الأنبياء في كثير من دعواتهم يدعون بالقريب وإنما بالغريب!
✿- فهذا سليمان علي ذكرنا قبل قليل أنه دعا الله بدعاء في ذروة الغرابة فقال: {اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِى إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [ ص: ٣٥]
👈🏻هو لا يطلب من الله الملك، ولا يطلب منه الملك العظيم، بل يطلب منه ملكا لا ينبغي لأحد أن يحصل عليه أو يتمتع بمزاياه فكيف كانت الإجابة؟ لقد جاءت عقب الدعاء مباشرة: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ، رُخَاءٌ حَيْثُ أَصَابَ (٣٦) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَءاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٣٨) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكَ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ ص: ٣٦ - ٣٩]!
✿- وهذا نوح عندما آذاه كفار قومه، كان المتوقع والقريب أن يدعو على قومه بالهلاك، ولكنه لم يفعل ذلك، بل عمم دعوته فقال: {رَبِّ لَا تذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: ٢٦].. فكان أن دعا على كل كافر على ظهر الأرض! دعاء بالغ الغرابة! وبقدر غرابته جاءت مسرعة إجابته! فقال الحق سبحانه: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءِ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَدِرَ (١٢)} [القمر: ١١، ١٢]
✿- وهذا زكريا كان دعاؤه بالغ الغرابة أيضا رجل كبر سنه، ورق عظمه ونحل جسمه، واشتعل رأسه شيبا، وامرأته عاقر، ومع ذلك يكون دعاؤه هو {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: ۸۹] 👈🏻كل المؤشرات تجعل أن يرزق مثل هذا بالولد في عداد المستحيلات
🍃هو لا يريد ولدًا هكذا .. وإنما يريده بمواصفات نادرة جدا! ومع ذلك يقول الوهاب سبحانه: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ، وَوَهَبْنَا لَهُ يحيى﴾ [الأنبياء: ٩٠]!
✿- ونبي الله موسى عل يسأل ربه في تضرع وإخبات، وتنهمر دعواته انهمارًا، ومن بين رغباته التي رفعها في ذلك الدعاء المبارك رغبة موغلة في الغرابة فهو الي صار نبيا للتو، ومع ذلك
👈🏻فهو يدعو ربه أن يرزق أخاه هارون النبوة كذلك! فقال : {وَاجْعَل لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَرُونَ أَخِي(٣٠) } [طه: ۲۹، ۳۰] ولا نعلم عن أحد دعا لأحد بالنبوة غير موسى عليه السلام!
فيقول الكريم سبحانه بعد هذه الدعوة: ﴿ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يمُوسَى ﴾ [طه: ٣٦] 🍃فجعل سبحانه هارون نبيا مع موسى، يؤازره ويسانده 👈🏻فالنبوة تلك المنزلة الرفيعة، والمكانة المنيفة يهبها سبحانه لعبد في دهاليز الحياة، لم تخطر له النبوة على بال، فقط لأن أخاه دعا له بها !