كنتُ مِثلك ..
تتزاحم عليَّ الأشغال والهموم، أظلّ أنتظر وقتًا لصفاء روحي وهدوء قلبي وعقلي حتى ينقضي يومي فأُمنِّي نفسي بيوم غدٍ لعلي أجد فيه وقتاً له!
وحين أرى أحدهم يرتل آياتهِ يحترق قلبي شوقاً لمصحفي ..
و تمضي الأيام..
ويبدأ قلبي يقسو ونورُه يخبو فأشعر أني أتراجع، يضعف إيماني، و تزداد غفلتي .. ولا زلت أقول لنفسي: " لا عليكِ فأنتِ معذروة وربك يعلم حالكِ وأشغالك "
ثمّ يومًا ذُهلت حين تأملت قول ربي:
{علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}
سبحانك !
تعلمُ حالهم وأمراضهم وأشغالهم في أسفارهم أو انهماكهم في حرب عدوهم فبمَ توصيهم؟
"فاقرءوا ما تيسر منه"
عجبًا!!
يأذن لهم أن يجمعوا الصلاة بل ويقصروها، وأن يفطروا في نهار رمضان .. لكن يأمرهم ألا ينقطعوا عن كلام ربهم !
فما عذري أنا ؟!
لا أخفيك ... خجلت من نفسي كثيراً !
أيعقل أن أجد وقتًا لكل الأشياء ولا أجد نصف ساعة لتلاوة وِردي ؟؟
حينها فقط علمت كم كنت أكذب على نفسي ..
كلَّما هممتُ أن أحمل مصحفي توافدت أعذاري، فـلاح لي قول ربي: {فَاقْرَءوا مَا تَيسّرَ مِنْه} ..
وكلَّما تزاحمت أشغالي فلا أدري أيُّها خيرٌ لي بدا لي قول ربي :{هُو خَيرٌ مِمّا يَجْمَعُون} ..
"فَاقْرَءوا مَا تَيسّرَ مِنْه"...
لا تنس هذه الآية كلما انشغلت ..
-منقول بتصرّف