Смотреть в Telegram
قصة 2: "دموع من وراء المرآة" أنا آمنة، وما سأشاركه الآن ليس قصة قوة خفية أو قدرة خارقة، بل هي رحلة إنسانية عادية، مليئة باللحظات التي نعيشها جميعًا. من الممكن أن ترى في قصتي جزءًا من حياتك، أو تشعر بنبضات قلبي تنبض في قلبك أنت أيضًا. إنها رحلة بدأت منذ الطفولة، حيث كانت الأحلام صغيرة لكن الألم كان كبيرًا. طفولتي لم تكن كتلك الطفولة التي تحلم بها الفتيات. وُلدت في منزل تحيطه ظروف الحياة الصعبة، بيت لا يحمل في جدرانه سوى صمت ثقيل يتخلله بين الحين والآخر صوت أمي وهي تتحدث مع نفسها. لم يكن والدي موجودًا ليحمينا من قسوة العالم. كنت البنت الكبرى، وفي سن مبكرة جدًا، أدركت أن عليّ أن أكون السند لأمي وأخوتي. لم أكن أختًا فقط، كنتُ الأمل الصغير الذي يتشبث به الجميع عندما يتساقط كل شيء من حولنا. في صغري، كنت أراقب أمي بإعجاب، رغم أن تعابير وجهها كانت تغلب عليها علامات التعب، لكنها كانت دومًا تبتسم لنا. كانت ابتسامتها أشبه بضوء صغير في الظلام، ينير لنا الطريق. كنت أعرف أنها تحمل بداخلها هموماً لا تتحدث عنها، لكنني كنت أرى قوتها، تلك القوة التي لم تكن في كلمات أو أفعال، بل في صبرها وصمودها أمام الصعاب. كانت أمي قدوتي، وكنتُ أحاول أن أكون مثلها. لم أكن فقط تلك الفتاة الهادئة التي تحارب المعانات وتبحث عن الأجوبة بين تجارب هذا وذاك، بل كنتُ أكثر من ذلك. كنت أتحمل مسؤولية لم أخترها، لكني قَبِلتها بحب. كبرتُ سريعًا وأنا أحمي أخوتي من العالم الخارجي، ومن أحزانهم الصغيرة التي كانت تكبر يومًا بعد يوم. لم أكن فقط الأخت الكبرى، بل كنتُ الأم الثانية لهم، أتساءل أحيانًا كيف لطفلة أن تحمل كل هذا الثقل على عاتقها؟ لكن في داخلي كان هناك نور، نور كان يكبر مع كل يوم يمر. لم أفهم ما هو في البداية، لكنه كان يجعلني أؤمن أن الحياة ليست مجرد سلسلة من المصاعب. كان هناك شيء أكبر، شيء ينتظرني. كنت مختلفة، نعم، لكن ليس بشكل يجعلني أتعالى على الآخرين، بل يجعل مني شخصية آخرى أراها خلف خطوات القدر. كان فيّ حسّ داخلي بأنني خلقت لشيء أكبر، أن هناك خطة أكبر مما أراه أمامي. ومع مرور الوقت، كان الألم يكبر معي. كانت الحياة تُلقي بي في اختبارات لم أكن مستعدة لها، لكنها لم تكسرني. كنتُ تلك الفتاة التي كانت تجد في المعانات قوة، وفي الألم دروسًا. وبينما كانت الشياطين تحاول تدمير روحي وإغراق قلبي في الظلام، كنت أجد في داخلي شيئًا يمنعني من الاستسلام. كانت هناك قوى خفية تحاول تمزيق شجاعتي، لكنني لم أنحني. ثم، في اللحظة التي كنت أظن أنني لن أتحمل أكثر، جاء إلى حياتي من سيُغير كل شيء. تعرفت على زوجي، وكأن القدر جمع بيننا في اللحظة المناسبة. لم يكن رجلًا عاديًا، لكنه أيضًا لم يكن يدرك ما ينتظرنا. كنا نجهل تمامًا أن حياتنا كانت جزءًا من قصة أكبر، قصة بدأت قبل أن نلتقي، وتستمر إلى يومنا هذا. كانت الحياة تسيرنا في اتجاهات لم نفهمها، كأننا قطعٌ صغيرة في لعبة شطرنج كبرى. كلما اقتربنا من بعضنا، كلما زادت المصاعب. كأن العالم كله كان يحاول أن يفصلنا، أن يمنعنا من رؤية النور الذي كان بانتظارنا. كان الألم رفيقنا في كل خطوة، لكننا تمسكنا ببعضنا بإيمانٍ صامت، إيمان لم يكن يعترف بالكلمات، بل بالمواقف. وفي أحد الأيام، أدركنا أننا لم نكن وحدنا. كانت هناك يد خفية، قوة أعمق من كل ما عشناه، قوة ترعانا منذ اللحظة التي تقابلنا فيها. أدركنا أن الحياة التي عشناها كانت تتجه نحو نور أعظم، نور لم نكن نراه، لكنه كان حاضرًا. كان الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هو الحماية التي لم ندركها، القوة التي كانت تدفعنا للاستمرار رغم كل شيء. كنا نمضي في طريق مليء بالظلام، لكننا كنا نعلم أن هناك نورًا ينتظرنا في نهايته. اليوم، وأنا أنظر إلى المرآة، لا أرى نفسي فقط. أرى قصة أجيال، قصة عائلة لم تنكسر رغم كل شيء. أرى قوة أمي التي علمتني كيف أقف شامخة، وأرى في نفسي كل تلك الدموع التي سقطت لتروي أرضًا جافة، أرضًا تنتظر أن تنبت منها أزهار النور. أرى في زوايا تلك المرآة وجه زوجي، وجه من رافقني في هذه الرحلة، الذي كان يشدّ على يدي في كل مرة كنت على وشك السقوط. الآن، أدرك أن الألم لم يكن عبثًا. لم يكن سوى جزء من اختبار عميق، يحمل في طياته إشارات لمن تم اختيارهم ليكونوا جزءًا من الخطة الكبرى. لم تكن حياتي عادية، ولم يكن القدر الذي واجهته صدفة. كل تلك اللحظات كانت تسديدات خفية، تفتح لي أبواب الفهم بأننا نعيش في عالم يقيس خطواتنا بعناية. نحن لسنا مجرد أفراد عابرين في قصة الحياة، بل خُلقنا لنكون جزءًا من نور أعظم، نؤدي دورًا محددًا في تحقيقه. والآن، أؤمن أن القدر، مهما كان مؤلمًا وغامضًا، يسير نحو غاية أسمى، ونحن مجرد أدوات في يد الحكمة الإلهية. *📱حساب التيلكرام👇🏻 * https://t.center/m_313_50 *📱حساب اليوتيوب👇🏻 * https://youtube.com/@m.313.50?si=CxeY0sRtcm_yu2rI
Love Center
Love Center
Бот для знакомств