" لا أحد منا سيخرج من هنا على قيد الحياة .. لذا ، توقف عن معاملة نفسك كتذكار . تناول بعض الطعام اللذيذ ، تمشى في ضوء الشمس ، إقفز في البحر ، قُل الحقيقة و أرح قلبك ، كن سخيفاً .. كن لطيفاً .. كن غريب الأطوار ! لا يوجد وقت لأي شيء أخر . - أنتوني هوبكنز
إنها المعاناة،التي تجعلنا لا نخاف وحدتنا و نعيشها بدلاً من أن تُسلَبُ منّا حريتنا بثمن بخس و دون مراعاة أُسس واعية لمصحوبيتنا. إنها المعاناة،التي تمنح لكل إنسان على قدر موقفه أولوية في حياتنا و تُعيد ترتيب قائمة إهتماماتنا بناءاً على كل إهتمام أعاد ترتيبنا و إحتوانا في وقت صراعاتنا.
إنها المعاناة التي تجعلنا ندرك قيمة الهدف و تكون حافزاً لنبلغ القمة التي لطالما تعثرنا للوصول إليها. إنها ذروة الوعي ، و قمة النضج و قاع الألم الذي يعتصرنا حتى كاد أن لا نكون ثم نولَد من جديد و نحن محمّلٌين بالعبرة والعِبَر.
ركز على ما تحب، اجتهد ألف مرة، انتق سكان قلبك، واختر رفاق دربك، أحط نفسك بالكبار، ورافق شبيه قلبك، تمسك بإخلاص قصدك، وضبط نيتك، وخذ من القرآن رؤيتك، واختر لحياتك جسر التعب لا جسر الراحة.
أعرف جيدًا هذه الأيام، التي لا يعرف فيها المرء إلى أين يذهب، ومع من يمضي.. الأيام التي يكون فيها المرء وحيدًا تمامًا، وراضيًا، ومتعايشًا مع قدره،.. لكنه يظل يتمنى بحزن خافت: لو أن لي وجهة واحدة أمضي إليها، ولو شخصًا واحدًا أركض نحوه٠
وخلف ضحكتها الرنانة أنين خافت تكتمه فلا يخرج من جوفها.. خلف البسمة الواسعة شهقة حزن لسبب تخفيه سرا داخلها فيظل غير معلوم.. خلف بهجتها المصطنعة ضجر من ألم لن تسمح له بالظهور.. خلف الوجه السعيد روح تكابر لتبقي في العيون صورةً مرسومه لكيان حي ولكنه في حقيقة الأمر ميت من فتور.. خلف قوتها ضعف في صراع دائم معه لتبقي هي.. كر وفر بين ما تصدره وما تكنه يعلن عن نفسه بين الحين والآخر في دموع مستتره تنزل منها قهرا.. في عصبية بلا معني تلفظها عجزاً.. في جسدٍ واهنٍ بلا نشاط تجبره علي الوقوف منتصباً دوما.. تكره الضعفاء و لا تقبلهم.. وكأنها ترفض فيهم كل شيء قد يذكرها بما تحاول دائما التغلب عليه.. يثيرون فيها شفقةً مصحوبه بغضب بغيض.. لماذا لا يعانون.. لماذا يتصالحون مع انكسارهم.. وكأن في الانكسار راحةً ترجوها ولا ترضاها.. تطردهم من حياتها فهم عدوي نفسها العليلة لا تقوي علي درء خطرها.. مجبرةٌ نفسها الأبية علي مقاومةٍ مستمرة هي كل ملاذها ولكن تضنيها جهداً.. تتلحف بجمالها .. تتزين بثقتها.. وتتعطر بحضورها.. وتمضي فيما قدر لها..