لن تصل إلى أفضلِ نسخةٍ منكَ وأنت جالس على الشَطِّ الآمن، فطبيعة الحياة أنْ تُرهِقَكَ بما لا تُطيق، وَتَدهَمَكَ بما لا تتوقّع، واسأل عن هذا التجارب التي ستخرج منها مهزومًا، واقفًا على أطلال أخطائِك، مُستندًا على ما تبقّى منك، فإنّك حينها سيتعيّن عليكَ أنْ تصقلَ قلبك بالأَنَاة، وتؤدِّبَه بالصلابة، وتُلقِّنَه خُلاصةَ الفوائد التي استقيتها، حتّى لا يُلدَغ من نفس الجُحر مرّتين، وكلّ هذه الأخطاء والآلام، ستُنضِجُك، فكلّما نَضِجَ قلبكَ بَدَّلتكَ الحياةُ بتجارب أُخَر تُريكَ نسخةً أَجَدَّ منك، والواجب عليك تقبُّلها وإنْ استنكرتها، فهذه سُنّة الحياةِ في الذين خَلوا من قبلِك، والذين سيبقوا مِن بعدك، ولن تجد لسُنَّتِها تبديلا.
- عماد عيد