إن في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة لا يزيلها إلّا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلّا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلّا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب، وفيه فاقة لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً.
▫ما أكثر المصائب التي يمكن أن يتعرَّض لها الإنسان كل يوم وليلة! والله عز وجل يحفظنا من كثير من هذه المصائب برحمته؛ وقد كان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستغيث كل يوم وليلة برحمة الله من كل الشرور . ◽فقد روى الحاكم -وقال الألباني: صحيح- عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ رضي الله عنها: «مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرَفَةَ عَيْنٍ» .
▫فهذه هي الاستغاثة الشاملة برحمة الله عز وجل، وقد أتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بطلب إصلاح الشأن في الأمور كلها، وكذلك طلب التوكُّل على الله في كل أوقات الحياة، حتى استعاذ من الاتكال على النفس ولو طرفة عين! إننا نحتاج حقيقةً أن نُرَدِّد هذه الاستغاثة مرَّة في الصباح، وأخرى في المساء، وكما يمكننا أضافتها لأذكار الصباح والمساء عند ترديدها، ليزداد حرصنا على عدم نسيان الدعاء فيكون كلما قرأنا الأذكار قرأنا الدعاء معها، عسى أن تُدركنا رحمة الله تعالى والله الموفق والهادي .
❍ قال النووي في "شرح مسلم" : " قاتل الله واضعها ومخترعها , فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة . وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها وبطلانها وتضليل فاعلها أكثر من أن تحصر " انتهى .
❍ وقال ابن عابدين في "حاشيته" (٢/٢٦) : " قال في "البحر" : ومن هنا يعلم كراهة الاجتماع على صلاة الرغائب التي تفعل في رجب في أولى جمعة منه وأنها بدعة . . .
❍ وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله : هل تجوز صلاة الرغائب جماعة أم لا ؟ فأجاب : " أما صلاة الرغائب فإنها كالصلاة المعروفة ليلة النصف من شعبان بدعتان قبيحتان مذمومتان وحديثهما موضوع فيكره فعلهما فرادى وجماعة " انتهى . "الفتاوى الفقهية الكبرى" (١/٢١٦) .
❍ وقال ابن الحاج المالكي في "المدخل" (١/٢٩٤) : " ومن البدع التي أحدثوها في هذا الشهر الكريم (يعني شهر رجب) : أن أول ليلة جمعة منه يصلون في تلك الليلة في الجوامع , والمساجد صلاة الرغائب , ويجتمعون في بعض جوامع الأمصار ومساجدها ويفعلون هذه البدعة ويظهرونها في مساجد الجماعات بإمام وجماعة كأنها صلاة مشروعة . . . . وأما مذهب مالك رحمه الله تعالى : فإن صلاة الرغائب مكروه فعلها ، لأنه لم يكن من فعل من مضى , والخير كله في الاتباع لهم رضي الله عنهم " انتهى باختصار .
❍ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فأما إنشاء صلاة بعدد مقدر وقراءة مقدرة في وقت معين تصلى جماعة راتبة كهذه الصلوات المسئول عنها : كصلاة الرغائب في أول جمعة من رجب ، والألفية في أول رجب ، ونصف شعبان . وليلة سبع وعشرين من شهر رجب ، وأمثال ذلك فهذا غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام , كما نص على ذلك العلماء المعتبرون ولا ينشئ مثل هذا إلا جاهل مبتدع , وفتح مثل هذا الباب يوجب تغيير شرائع الإسلام , وأخذ نصيب من حال الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله " انتهى . "الفتاوى الكبرى" (٢/٢٣٩) .
❍ وسئل شيخ الإسلام - أيضاً - عنها فقال : " هذه الصلاة لم يصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة , ولا التابعين , ولا أئمة المسلمين , ولا رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا أحد من السلف , ولا الأئمة ولا ذكروا لهذه الليلة فضيلة تخصها . والحديث المروي في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بذلك ; ولهذا قال المحققون : إنها مكروهة غير مستحبة " انتهى . "الفتاوى الكبرى" (٢/٢٦٢) .
❍ وجاء في "الموسوعة الفقهية" (٢٢/٢٦٢) : " نص الحنفية والشافعية على أن صلاة الرغائب في أول جمعة من رجب , أو في ليلة النصف من شعبان بكيفية مخصوصة , أو بعدد مخصوص من الركعات بدعة منكرة . . .
لاني أحبكم وأريد الخير لكم هذا كتاب لإبن عثيمين استحضار و استشعار نية التقرب إلى الله في العبادات والعادات مفيد جدا ستجد فيه كل ما يلزمك من أمور كثيرة اقرأه ولن تندم 👍🏻 بل ستندم على مافرطت من الأجر الكثير وانشر واحتسب الأجر وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : "مَن صَلَّى عَلَيَّ واحِدَةً صَلَّى اللهُ عليه عَشْرًا". صحيح مسلم
قال الشيخ العثيمين : الصلاة على النبي محمد ﷺ من أفضل الأعمال ..
ما معنى صلاة الله على رسوله ؟ .. قال أبي العالية : « صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة » .. ومن أكمل صيغ الصلاة عليه ﷺ ما ورد عنه وعلّمه لصحابته رضي الله عنهم ، والتي تسمى بالصلاة الإبراهيمية ! .. ① ـ وهي كثيرة ومتنوعة منها قوله ﷺ قولوا : (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد) رواه الترمذي .. ② - أو قوله ﷺ : (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) رواه البخاري ..
وغيرها من الصِّيَغ الثابتة ...
لكن هنا سؤال ! هل دائماً تُشرع الصلاة الإبراهيمية كاملة كما وردت في السنة ، أم يكفي أن يُقال مثلا : اللهم صل وسلم على نبينا محمد؟ .. الإجابة : فيها تفصيل .. قال الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى والنور بما معناه : فحيث كان هناك فسحة ووقت يتمكن فيه المسلم من أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلوات الإبراهيمية ، فهذا هو السنة ، أما إذا كان الوقت ليس فيه مجالاً يتسع لهذه الصلوات الإبراهيمية الكاملة فهناك يكتفي على أقل ما يمكن أو ما يطلق عليه أنه صلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا يحدث كثيرا في أثناء الكتابة أو أثناء الكلام عندما يُذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فهنا خلاف السنة أن يقول الصلاة الإبراهيمية كاملة ولو بأقصر صيغة ، وإنما يقول قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو صلى الله عليه وآله وسلم ، ويمضي في الكلام أو الكتابة ..
ﻛﻘﻮﻟﻪ صلى الله عليه وسلم : " ﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ، ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ".
ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ (٣١٥/١٣) 📚
▪️ لم يرد دليل على تعيين دعاء معين فيما نعلم
▪️ ولذلك يجوز للإنسان أن يدعو بما شاء ، ويتخير من الأدعية النافعة
▪️ كطلب المغفرة من الذنوب ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار ، والاستعاذة من الفتن ، وطلب التوفيق لفهم القرآن الكريم على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى والعمل به وحفظه ونحو ذلك
قال الحافظ ابن رجب:" "قال أهل العلم: إن السيئة تعظم أحياناً بشرف الزمان أو المكان ، وكذا قد تضاعف السيئات بشرف فاعلها وقوة معرفته بالله وقربه منه، فإن من عصى السلطان على بساطه أعظم جرماً ممن عصاه على بعد". " جامع العلوم والحكم"(٣١٨/٢).
ومما تعظم فيه السيئات: الأشهر الحرم. ولذا قال سبحانه عن هذه الأشهر بخصوصها: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾. قال قتادة: الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، لكن الله يعظم من أمره ما يشاء.
لكنها لا تضاعف كمية لا في الأشهر الحرم ولا غيرها، لكنها تعظم من حيث الكيفية.