Смотреть в Telegram
روائع الشعر العربي الحديث
. *وللربيعِ طقوسٌ أخرى* عامٌ تودِّعهُ الحياةُ وعامُ بركابهِ يتشبّثُ الحكَّامُ عامٌ تمرَّدتِ الفصولُ عليه في بابِ «الربيعِ» لِتَعبُرَ الأيامُ هذا الربيعُ لهُ طقوسٌ عدّةٌ في ظلِّها تتفتّقُ الأحلامُ وبحضنهِ يكسو المشاعرَ والمنى أملٌ ودفئٌ حالمٌ ووئامُ ويعودُ ما أخذ الشتاءُ شتاءُ مَن عبروا وأشلاءُ الحياةِ ركامُ عبروا بمؤلمةِ الجراحِ خناجراً عطشى وما عَبَرتْهمُ الآلامُ *
* ها أنتَ يا وطني قصيدةُ شاعرٍ سكرتْ بها الأفواهُ والأقلامُ ما عُدتَ في لُغةِ السياسةِ معبداً تعثو بهِ وتُقَدَّسُ الأصنامُ بَعَثتْ فراقينُ الإرادةِ سحرَها فتهاوتِ الأنصابُ والأزلامُ قَدَريَّةُ الخُطواتِ ترتجلُ المدى سَفَراً صداهُ العزمُ والإقدامُ لا بأس إن طالتْ مراحلُ خطوها فالدربُ شوكٌ والجراحُ جسامُ وبكفِّها اليُمنى ذبالةُ شمعةٍ وطريقُها الأدغالُ والألغامُ وأمَامَها وورائَها ويمينَها ويسارَها يَلِدُ الظلامَ ظلامُ *
* هذا المدى لُجَجٌ وتحتَ ضُلوعهِ جمرٌ يبركنُها الأسى وضرامُ والعابرون عليهِ نصفُ متاعِهم أملٌ ونصفُ رحالِهم أوهامُ بين البدايةِ والنهايةِ لعنةٌ أعمارُهم بِدءٌ لها وختامُ وبحجمِها وطنٌ تقلِّبهُ بِلا مَللٍ على شفراتِها الآثامُ كم صلَّت الأحلامُ فوقَ ترابهِ واليأسُ محرابٌ لها وإمامُ *
* ما بالُ أرضي لم يَطِبْ في وجهِها يوماً لأفراحِ الحياةِ مُقامُ؟! أنا ما ألِفتُ سُوى متاهةِ غربتي فيها...وكلُّ حياتيَ استفهامُ أنَّى اتَّجهتُ برحلتي تاهت فلا يَمَنٌ أحاط بسرِّها أو شامُ فكأنَّ دربَ العُمْرِ في غيبوبةٍ والموتُ صحوٌ والحياةُ منامُ *
* تُهنا بمعتَرَكِ الحياةِ وكلُّنا نسعى فُرادى والدروبُ زحامُ لم ينتهِ المشوارُ نحو حقيقةٍ حملتْ جراحَ مخاضِها الأقدامُ دربانِ بينهما خريطةُ سائحٍ وحقيبةٌ ملغومةٌ و«حزامُ» وقواعدٌ همجيَّةٌ، وسياسةٌ دمويَّةٌ، وتصالحٌ وخصامُ والكلُّ في مسعاهُ يغتصبُ الهوى وجميعُ ما يهفو إليهِ حطامُ *
* حتَّى الذينَ بعيشِهم وبملحِهم ملأوا الموائدَ بالتُّرابِ وصاموا نَحروا عفافَ الجائعينَ ولم يَعُد بقدورهم لِسُوى الكلابِ طعامُ ما أولَموا إلاَّ لِجوعِ نفوسِهم لا أنَّهم في المُصغِباتِ كرامُ أكلوا الشعوبَ ولَيْتَهم شبعوا، وما أغنى الحرامَ عن الحرامِ حرامُ *
* وكذلك الأسبابُ تستبقُ الخُطى كي لا يفوتَ القادمينَ ملامُ القادمين إلى الشقاوةِ نشوةً بُلِيتْ بها الأصلابُ والأرحامُ واليومُ يشربُهُ غدٌ ظمأً كما عُصرَت بأنداءِ الحياةِ غمامُ ستقولُ ألْسنةُ العجافِ إذا انطوتْ «والصَّمتُ في لُغةِ العِجافِ كلامُ:» إن ساد وجهَ الأرضِ أدخنةُ الَّلظى ضاقت بأرواحِ الورى الأجسامُ إنَّ الحياةَ حقائقٌ حبلى بما لم يستطعْ إجهاضَهُ الإعلامُ ولنا مع الفجر الجديد حكايةٌ في القدسِ يرويها لنا القَسَّامُ وعلى الذين بمالِهم ونفوسِهم مهَروا الحياةَ تحيةٌ وسلامُ للشاعر : فيصل البريهي السبت - 25/8/2012م _ جبل الشرق
Поделиться
Love Center
Бот для знакомств
Запустить