.
جاء في ترجمة النّحويّ خالد الأزهريّ: «... وخدم في الأزهر وقّادًا، فسقطت منه يومًا فتيلة على كرّاس أحد الطلبة فشتمه وعيّره بالجهل، فعزّ عليه شتمه، واشتغل بالعلم بعد أن جاوز العقد الثّالث، وقرأ العربيّة على يعيش المغربيّ والسّنهوريّ، وأخذ قليلًا عن الشّمنيّ والمناوي وغيرهما، وقد بورك له في عمله فصنّف مؤلّفات انتفع بها لإخلاصه...».
_ نشأة النّحو وتاريخ أشهر النّحاة.
وفي قصّته فؤائد جمّة لكلّ من بدأ في طلب العلم متأخرا، فليس الأمر بعدد المتون المحفوظة أو الكتب المقروءة أو المحاضرات المسموعة وإنّما هذا الطريق يُقطع بالقلوب فإذا أخلص العبد ورافق عمله التقوى؛ أفلح وكُتب له التّوفيق والقبول.
وفيه إشارة إلى أنّ الكلام _ سواء كان حسنا أو سيئا_ فإنّه يترك في النّفس أثرا، فأحسنوا وانتقوا.
وكان سبب طلب الإمام الذهبي لعلم الحديث كلمة واحدة يقول هو بنفسه عن الإمام البِرزالي: إنه لما رأى خطه قال له: إن خطك هذا يشبه خط المحدثين.
قال: فحبب الله لي علم الحديث.
#غراس_العربية
.