دي صورة اول غرفة ليا لوحدي في امريكا .. بعد ما عشت لمدة سنة أتنقل من سكن الي سكن مع شباب لا اعرفهم ولا يجمعني بهم اي تشابه اجتماعي او تعليمي او فكري لأني كنت مجبراً ان أعيش هكذا لأوفر ايجار شقه او حتي غرفه بمفردي ولأن من الصعب لمهاجر جديد ليس له تاريخ بنكي بأمريكا ان يوافق اي صاحب بيت ان يستأجر له شقه او غرفه ..
ولكن وضعت الهدف امامي ان ابني تاريخ بنكي واهرب من السكن الجماعي للمشاكل التي واجهتني فيه خصوصا أني احب الهدوء والاستقلاليه وان تكون لي خصوصية حتي لو كلفني ذلك ان ادفع اكثر من ماكنت ادفعه في السكن الجماعي
لان راحتي كانت اهم بكثير ….
لما قررت أن أهاجر إلى أمريكا، كنت أحمل في حقيبتي أحلاماً كبيرة، آمالاً بمستقبل أفضل، وطموحات لا حدود لها. لكن الواقع كان مختلفاً تماماً عن ما تخيلته.
الغرفة الأولى التي استأجرتها هنا كانت مجرد مساحة صغيرة، تحتوي على مرتبة وحيدة ملقاة على الأرض، جدرانها عارية مثل حياتي في ذلك الوقت، خالية من أي راحة أو استقرار. تلك الغرفة كانت ترمز لي للبداية الجديدة، لكنها كانت أيضاً تذكرني بالوحدة والغربة التي شعرت بها.
في تلك الليالي الأولى، كنت أستلقي على تلك المرتبة، وأفكر في المسافة التي تفصلني عن الوطن. كنت أفتقد أهلي، أصدقائي، وحتى أبسط الأشياء التي لم أكن أدرك قيمتها قبل الرحيل. كنت أشعر أنني غريب في عالم جديد، لا أملك فيه شيئاً سوى أحلامي.وكم بكيت وانا مستلقي علي هذه المرتبه في عز البرد القارص لا يعلم بحالي إلا الله ..
لكن مع كل معاناة، كان هناك درس. تعلمت أن أجد القوة في داخلي، أن أتكيف مع الظروف، وأن أفهم أن النجاح لا يأتي بسهولة. الغرفة البسيطة تلك، التي كانت في نظر الكثيرين مجرد مكان عابر، أصبحت بالنسبة لي رمزاً للبداية والتحدي.
الهجرة ليست مجرد انتقال من بلد إلى آخر، إنها اختبار حقيقي للنفس، لتجد في نفسك القدرة على الصمود والتغيير. ورغم الصعوبات، فإن تلك التجربة جعلتني أقوى، وأكثر تفهماً لقيمة الأشياء البسيطة في الحياة.
وتأكد انك إذا راعيت الله راعاك وإذا حفظته حفظك وإذا خفت منه طمأنك ❤️🙏