*💔💥 وحينما علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه المولودة المباركة سارع إلى بيت بضعته، وهو خائر القوى، حزين النفس فأخذها ودموعه تتبلور على سحنات وجهه الكريم، وضمها إلى صدره، وجعل يوسعها تقبيلاً، وبهرت سيدة النساء فاطمة عليها السلام من بكاء أبيها، فانبرت قائلة: «ما يبكيك يا أبتي، لا أبكى الله لك عيناً؟...». فأجابها بصوت خافت حزين النبرات: «يا فاطمة، اعلمي أنّ هذه البنت بعدي وبعدك سوف تنصبّ عليها المصائب والرزايا...»(1). لقد علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ما يجري على حفيدته من الرزايا القاصمة التي تذوب من هولها الجبال، وسوف تمتحن بما لم تمتحن به أيّ سيدة من بنات حواء. ومن الطبيعي أن بضعته، وباب مدينة علمه قد شاركا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آلامه وأحزانه، وأقبل سلمان الفارسي التابع المخلص للأسرة النبوية، يهنئ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بوليدته المباركة فألفاه حزيناً، واجماً، وهو يتحدث عما تعانيه ابنته من المآسي والخطوب(2)* *، وشارك سلمان أهل البيت في آلامهم وأحزانهم.*