هو بعث النبي المصطفى، وهذا البعث الأول حدّد القرآن معالمه، حيث قال: ﴿بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾، فالبعث الأول رافدٌ إلى أمرين: التزڪية، أي: تهذيب النفوس، والعلم، بمعنى العلم بالقرآن الڪريم.
ثم جاء البعث الثاني امتدادًا للبعث الأول، فكما أن البعث الأول كان فجرًا في ظلام، فكذلك البعث الثاني سيكون فجرًا في ظلام، ”لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله“ نفس التعبير الذي استخدمه القرآن استخدمه النبي في حق الإمام المهدي «عجل الله تعالى فرجه الشريف»: ”لبعث الله رجلًا من أهل بيتي يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا“.
ملء الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا بمعنى إقامة الدولة الخاتمة، وإقامة الاقتصاد الذي يملأ المجتمع الإنساني رخاءً ونعمةً، وإقامة صراط العدل الذي ينصف الحقوق، وينتقم للمظلوم من الظالم، دولة العدالة، دولة حقوق الإنسان، دولة الاقتصاد والرخاء، دولة النعم، دولة الكون. إذن، فالبعث الثاني أكبر وأعظم انفجارًا من البعث الأول، فهو تتميمٌ للبعث الأول، وغايةٌ له، وتحقيقٌ لثمرته. ↩️#يتبـ؏ ......