الحمد لله وحده.
علامة الامتحان العام أن يدخل بيوتا كثيرة، ويبلغ قوما كثيرين، كما بلغ ذِكر محمد رسول الله ﷺ بيوتا كثيرة وأقواما كثيرين، منذ بعثته ﷺ.
والفتنة العامة، والبلاء العام: إنذار عام، وآية عامة، للخاصة والعامة.
وما تعيشه الأرض من (عام)؛ قد دخل البيوت الكثيرة، وبلغ سمع كثير من الناس، على وجه الأرض كلها.
وهو أيضا: حادث جلل، في أرض ليست كسائر الأرض.
فقام قوم ثم خمدوا، وانتهضوا ثم خلدوا، واتعظوا ثم انتكسوا، أو طال عليهم الأمد فقسوا!
أو قسوا وما طال.
نعوذ بالله أن تكون قلوبنا قد مرضَتْ، حتى صارت لا تتعظ بالآيات، ولا تنتبه عند الفتنة العامة إذا وقعَتْ، ولا تخشى من الاستبدال إذا استحقّ عليها بتفريطها في الفتنة!
بل: تنظر للفتنة العامة، والأمر العام، كأنه مصارعة بين البشر حسْب، أو سنة الدنيا والحياة فقط، نظرة الملحد، الذي يغفل عن ربط ذلك بالقدر، وإذن الله، وإرادة الله، وعلم الله، وصنع الله، وعذاب الله أو ثوابه تعالى.
نعوذ بالله أن نكون كذلك، فتبقى قلوبنا في غفلتها، أو في الركض مع الأسباب والتعلق بها وحدها لا غير، مأذون فيها أو غير مأذون.
أما ربنا تعالى، فلا يفعل شيئا عبثا، ولا يخلق أمرا سدى، وعلى عباده مع كل حادث عبادة واجبة ومستحبة!
وأعظم مطلوب عند البلاء العام، وهو الامتحان العام، هو: الاعتصام بالوحي، كما منّ الله عليّ فذكرت مرارا، في فتن عامة سبقت، مع ذكر برهانه ومثاله في التاريخ، بقدر الطاقة وما يسمح به الحال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد كانت السحابة تغيم السماء، أيام رسول الله ﷺ، فيتغير لونه، قلقا وخشية، من هذه الآية العامة، التي نراها أو نحوها كل يوم!
كان يتغير لونه ﷺ مع السحابة! فيخرج.. ويدخل!
ويذهب، ويأتي!!
حتى تمطر، فيطمئن، ويهدأ.
وهو رسول الله! صلى الله عليه وسلم.
والحديث في الصحيحين.
اكشف عنا يا رب، وارزقنا سلامة الحاسة، وأيقظ قلوبنا لنفقه عنك تذكيرك، واعصمنا بالوحي يا رب، وبصرنا بما تحب يا رب، وصبرنا عليه يا رب.
واستعملنا يا رب، ولا تستبدل بنا يا رب!
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.