🔷 لولا المسيرة القرآنية، لما اختلف موقف اليمن عن مواقف الدول الأخرى إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة..
في زمنٍ انحنى فيه كثير من الأنظمة تحت وطأة التطبيع والانصياع لإملاءات القوى الكبرى، ظل اليمن، بدافع من مشروع المسيرة القرآنية، يقف شامخاً كاستثناء يواجه التيار ويصنع فرقاً في مشهد الأمة المتخاذل. لم يكن موقف اليمن تجاه القضية الفلسطينية وليد لحظة عابرة أو عاطفة مؤقتة، بل كان نتاجاً لمشروع فكري وسياسي متكامل، أطلقته المسيرة القرآنية، ليعيد صياغة هوية الأمة ويضع فلسطين في قلب المعادلة.
قبل انطلاق المسيرة القرآنية، كان موقف اليمن تجاه فلسطين محدوداً، بالكاد يتجاوز البيانات الرسمية والتصريحات البروتوكولية. لكن مع انطلاق هذا المشروع القرآني، تغيرت المعادلة جذرياً. أصبح اليمن من دولة تراقب الأحداث إلى دولة تصنعها، ومن شعب متضامن بالكلمة إلى شعب يناصر بالموقف والفعل.
المسيرة القرآنية جعلت القضية الفلسطينية قضية مركزية، مؤكدة أن نصرة المستضعفين ليست خياراً سياسياً، بل واجب ديني وأخلاقي. في ظل هذه الرؤية، تحول العداء للكيان الإسرائيلي من موقف سياسي تقليدي إلى عقيدة راسخة في الوجدان اليمني، تعززها المظاهرات المليونية، والخطابات القيادية، والدعم المتواصل للمقاومة الفلسطينية.
ما يميز موقف اليمن عن كثير من الدول العربية والإسلامية هو أنه لم يتوقف عند حدود التضامن اللفظي، بل تعداه إلى أفعال حاسمة، أحدثت أثراً مباشراً في معادلة الصراع. ففي العدوان الأخير على غزة، لم تكن المسيرات المليونية ولا الخطابات القوية هي الحد الأقصى للدعم اليمني، بل انخرط اليمن في مواجهة فعلية مع الاحتلال الإسرائيلي، عندما أغلق باب المندب أمام السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي واستهدفها في البحر الأحمر، في خطوة استراتيجية وجهت ضربة مباشرة للمصالح الإسرائيلية في المنطقة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد استهدفت القوات اليمنية تل أبيب بصواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة متطورة، مما أكد أن المقاومة الفلسطينية ليست وحدها في الميدان. هذه العمليات العسكرية، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن نتيجة الحرب والحصار، أكدت أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شعار، بل معركة وجودية تشارك فيها الأمة.
بينما انشغلت بعض الأنظمة العربية بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي والركض وراء مصالحها الضيقة، برز اليمن بقيادة المسيرة القرآنية كصوت مختلف وشجاع. فقد أعادت المسيرة ترتيب الأولويات، مؤكدة أن الوقوف مع فلسطين هو واجب الأمة الذي لا يحتمل المساومة.
المبادئ التي أرسى قواعدها السيد حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس المسيرة القرآنية، كانت واضحة: فلسطين ليست مجرد قضية شعب مظلوم، بل قضية الأمة بأسرها. لذلك، ظل اليمن صامداً في مواقفه، رافضاً الانصياع لأي ضغوط أو إغراءات للتطبيع.
رغم العدوان المستمر على اليمن والحصار الخانق، أثبت اليمنيون أنهم قادرون على تقديم الدروس في الصمود والتضحية. لقد جعلوا من دعم فلسطين جزءاً من هويتهم اليومية، سواء من خلال الدعم الإعلامي، أو المعنوي، أو العسكري المباشر.
ن
هذا الموقف يعكس إيماناً عميقاً بأن القضايا العادلة لا تسقط بالتقادم، وأن الصمود مع الحق هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل للأمة.
لولا المسيرة القرآنية، لما أصبح لليمن هذا الموقف المتميز والمؤثر في زمن التخاذل والصمت. لقد أعادت هذه المسيرة تعريف معنى التضامن والنضال، مؤكدة أن الشعوب الحرة يمكنها أن تصنع الفارق مهما كانت الظروف.
موقف اليمن ليس مجرد موقف عابر، بل رسالة للعالم : أن نصرة المظلومين واجب لا يسقط، وأن الوقوف مع الحق هو السبيل لصناعة تاريخ مشرق للأمة.
اليمن، من خلال المسيرة القرآنية، أثبت أن فلسطين ليست وحيدة، وأن الأمة، مهما انحرفت بعض أطرافها، لا تزال تحتفظ بأصوات حرة، تؤمن بالحق وتقاتل من أجله.
✍🏼 #بسام_شانع┛ـــــــــــــــــ
🔰ـــــــــــــــــــــ┏
#جبهــــة_الوعـــي✌🏻- للأشتراك بـ القنـاة الرابـط هـنـ↶ــا.
➲
https://t.center/Kaian_Kowkabah