لقد سُجنْت لخمس وعشرين سنة، وفقد رفيقي هذا ابنه الذي استُشهد في قصف، وفقد مترجمنا هذا شقيقيه، أما الرجل الذي قدم لك الشاي، فقد توفيت زوجته بسبب عدوى بكتيرية كان بإمكان أي صيدلي أن يعالجها بمضاد حيوي بسيط لم يكن متوفرًا في غزة. هل تعتقدين أن هذه حياة سهلة؟
[من حوار "يحيى" مع الصحفية الإيطالية فرانشيسكا بوري – أكتوبر ٢٠١٨].
كثير من اجترار أقوال السلف أو العلماء وأفعالهم في حياتهم العادية والاجتماعية يكون بغيرٍ فقه ودون مراعاة لاختلاف السياقات وعادات الناس، وإنما يفعله الناس بانتقائية للتدليل على فكرته التي يريد دعوة الناس إليها.
استمعت لخطبة الطبيب المعمم يسري جبر ، لم أستغرب أنه قد رمى حركة حماس بكل نقيصة، واتهمهم بأنهم عملاء لاسرائيل وأمريكا، وقرر في ثقة ويقين أن كل فصائل المقاومة خونة وعملاء.
في الحقيقة لم أستغرب كل هذا بقدر ما استغربت حين طرح سؤالا يقول: وما واجبي انا كمسلم تجاه تلك الاحداث ، وجاء الجواب بكل وضوح : واجبك السكون وعدم الحركة !! وانتظر قضاء الله!!
لا ادري حقيقة ما نوع الشخصية التي ينتجها هذا الفكر، ومن المستفيد من هذه السلببة البائسة والدروشة القاتلة التي يتم تدريب الشباب عليها.
تذكرت حين سمعت كلماته قول بني اسرائيل لموسى عليه السلام (اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون) ثم رجعت إلى نفسي وقلت : على الأقل بنو اسرائيل حين تركوا القتال لم يتهموا من يقاتل بالخيانة والعمالة، وهؤلاء لم يكفهم قعودهم حتى طعنوا في ظهور المجاهدين وفي كل عمل لهم ونية، وثبطوا المسلمين عن نصرتهم ولو بمجرد الدعاء، فيا فرحة الصهاينة ويا بهجة الامريكان.