“أوليفر تويست” (Oliver Twist) هي رواية شهيرة كتبها الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز (Charles Dickens)، وقد نُشرت لأول مرة في عام 1837.
تُعد هذه الرواية واحدة من أشهر أعمال ديكنز، وهي تركز على قضايا الفقر، والظلم الاجتماعي، والفساد في إنجلترا في القرن التاسع عشر. الرواية تعدّ من أشهر الأعمال الأدبية التي تتعامل مع حياة الأطفال في بيئات قاسية.
ملخص القصة التفصيلي:
المقدمة:
تدور أحداث الرواية حول طفل يُدعى أوليفر تويست، الذي وُلد في دار رعاية للفقراء في لندن. والدته توفيت أثناء ولادته، وهو لا يعرف عن هويتها شيئًا.
منذ ولادته، يعيش أوليفر في فقر شديد، ويعاني من سوء المعاملة في دار الأيتام.
تبدأ مأساته عندما يُطلب منه طلب الطعام في دار الأيتام، مما يعرضه للعديد من الانتقادات والعقوبات القاسية من القائمين على الدار.
الانتقال إلى لندن:
بعد أن يُطرد من دار الأيتام بسبب اعتراضه على ظروف الحياة هناك، يذهب أوليفر إلى لندن، حيث يلتقي بمجموعة من المجرمين بقيادة فنّي، وهو رجل يعلمه كيف يكون جزءًا من عصابة لصوص.
تُظهر الرواية كيف يمكن للطفل الضعيف أن يُستغل من قبل الكبار في مجتمعات غير عادلة.
الحياة في العصابة:
يُجبر أوليفر على الانضمام إلى عصابة تسرق الأشياء من المنازل، ولكن أوليفر يحاول أن يحافظ على براءته رغم الظروف القاسية التي يمر بها. يُدفع إلى ارتكاب الجرائم من خلال قسوة الشخصيات التي تحيط به، مثل فنّي وبوتر.
النجاة والإنقاذ:
في أحد الأيام، يُقبض على أوليفر بعد أن تم اتهامه بالسرقة، لكن يُظهر أوليفر براءته أمام المحكمة.
ثم يتم نقله إلى منزل مستر براونلو، وهو رجل طيب يعرض عليه الإقامة ويمنحه الرعاية.
في هذا المنزل، يبدأ أوليفر في اكتشاف أسرار عائلته، وتبدأ حياته في التغير للأفضل. يُكتشف أن أوليفر هو في الواقع ابن عائلة أرستقراطية تعرضت لحالة من الفقر بسبب فساد أقاربهم.
العودة إلى العصابة:
لكن الحياة لا تبقى هادئة طويلاً لأوليڤر، إذ يعيده رجال العصابة إلى طريق الجريمة، ويجبرونه على العودة إلى حياتهم المظلمة، حيث يعرض عليه فنّي الخروج من لندن مع العصابة. ومع ذلك، يتمكن أوليفر من الهروب مرة أخرى ويُكتشف أنه لم يكن محض ضحية، بل إن هناك آخرين يعملون على مساعدته.
الختام:
تنتهي الرواية بكشف الحقيقة حول أصول أوليفر، وعودة بعض الشخصيات الشريرة إلى العدالة، وبدء حياة جديدة لأوليڤر بين أفراد عائلته الحقيقية الذين يهتمون به ويعطونه فرصة حياة أفضل.
في النهاية، يُنقذ أوليفر ويبدأ في عيش حياة سعيدة.
الشخصيات الرئيسية:
1. أوليفر تويست: بطل الرواية، الطفل اليتيم الذي يعاني من الفقر والمشاكل في نظام المجتمع الفاسد.
2. فنّي: الرجل الذي يقود العصابة ويستغل أوليفر، يمثل جانب الفساد والجريمة.
3. مستر براونلو: الرجل الطيب الذي ينقذ أوليفر ويوفر له فرصة حياة جديدة.
4. نانسي أو ناني: فتاة طيبة تساعد أوليفر في حياته رغم كونها أحد أفراد العصابة.
5. بوتر: أحد الشخصيات الشريرة التي تحاول استخدام أوليفر في أعمال غير قانونية.
6. فاين: زوجة مستر براونلو التي تكتشف وتساعد في حل اللغز العائلي.
الموضوعات الرئيسية:
1. الفقر والظلم الاجتماعي: تُعالج الرواية بعمق مشاكل الفقر، وكيف أن الأطفال والفقراء يُستغلون من قبل المجتمع.
2. الفساد والجريمة: تركز الرواية على تأثير بيئة الجريمة على الأشخاص الضعفاء، وكيف يمكن أن يتأثر الأطفال بالنظام الاجتماعي الفاسد.
3. الأمل والتغيير: رغم كل الصعوبات التي يواجهها أوليفر، تبرز الرواية رسالة الأمل في قدرة الشخصيات على التغيير والنجاة.
4. البراءة مقابل الفساد: يتم التناقض بين البراءة التي يمثلها أوليفر والفساد الذي يحيط به في المجتمع.
الأسلوب السردي:
ديكنز استخدم في الرواية أسلوبًا سرديًا غنيًا بالوصف، مما يُظهر حياة الفقراء والمهمشين بشكل مؤثر. كما جمع بين الكوميديا والتراجيديا، وقدم شخصيات معقدة ومتنوعة تعكس التوترات الاجتماعية والسياسية في إنجلترا في القرن التاسع عشر.
النهاية:
رغم كل المعاناة، تتمثل النهاية في إظهار أن العدل والمثابرة يمكن أن ينتصرا في النهاية، وأن الفقر والجريمة يمكن التغلب عليهما.
الأثر الأدبي:
“أوليفر تويست” تُعد من أبرز الأعمال الأدبية التي تناولت الفقر وظروف الأطفال في المجتمع الإنجليزي.
وقد ألهمت العديد من الأفلام والمسرحيات والبرامج التلفزيونية، وتُعد مثالًا على قدرة ديكنز على تسليط الضوء على قضايا اجتماعية معقدة من خلال أسلوب أدبي مبسط.
#موجز_الكتب_العالمية