Смотреть в Telegram
في "لسان" السنوار .. في الأشهر الماضية كثيرًا ما كنت أسأل نفسي: لماذا لم يصرّح السنوار خلال فترة قيادته للحركة بأي تصريح سياسي؟ لقد غاب الرجل عن الإعلام تمامًا حتى ما عدنا نراه في أي بيان أو إعلان؟ ثم أدركت سذاجتي عندما لاحظت البون الشاسع بيني وبين الرجل، فقد اعتدنا في هذا الزمن الأغبر أن تذاع التصريحات عبر الميكروفونات والمؤتمرات .. لكن أبو إبراهيم كان فعله مقاله، وسلاحه بيانه، وإقدامه تصريحه .. لقد صرّح الرجل بلسان الحال لا بلسان المقال. إن مشهد الأمس لم يكن مشهدًا عسكريًا فحسب وإنما كان بمثابة إعلان سياسي تاريخي وبيان إسلامي من الطراز الرفيع، قدّم السنوار فيه، ببيانه الرجولي الخاص ولسانه العملي المبين، مشهدًا بطوليًا استثنائيًا بكل المقاييس. لذا أقول: يا من تريد أن تعلم العلوم السياسية، ويا من تريد أن تدرس العلم ومتون العقيدة، ويا من تبتغي طريق العارفين السالكين إلى الله .. فلتنظر رحمك الله إلى مشهد أبي إبراهيم بالأمس، ولتعكف على سيرته، ولتتأمل في حياته..! لقد خرج أبو إبراهيم من ظلمة الأنفاق إلى ساحة المعركة في قلب رفح ولم يخشَ إلا الله، كأن قلبه معلق بالسماء ومنقطع تمامًا عن الدنيا .. أنفت نفسه أن يدير المعركة من وراء الستار فخرج بنفسه مشتبكًا مسلحًا، ليثبت بحق مقولة: "إذا كنت إمامي فكُن أمامي"، بلا حراسة ولا موكب وفي أشرس بقعة تتعرض للإبادة الجماعية على وجه الأرض..! أما عدته القتالية فكانت مكوّنة من Mentos وقصافة أظافر ورصاصة وأذكار وأوراد وأدعية، هذه هي عدة مهندس أكبر عملية عسكرية مقاومة ضد الكيان الصهيوني .. بالله أين اجتمعت مثل هذا المزيج الغريب من العتاد في أيّ من قادتنا العرب التعساء؟ والأهم من ذلك: ماذا يخبرنا هذا المزيج؟ وكل هذا ومشهد الاشتباك والله أعجب ما يكون .. فُصلت يمناه عن ذراعه فربط سلكًا حديدًا ليوقف تدفق الدم ويستكمل طريقه في النكاية بالعدو .. ثم ألقى بالعصا بشماله وهو غير قادر على التحرك أصلًا في بسالة منقطعة النظير ليحقق معنى آية: {فَقَٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}. ويا إخوة: كم عمر الرجل بعد كل ذلك؟ فوق الستين عامًا..! قضى منهم أكثر من عشرين داخل السجن. يعني الرجل معه كل الأعذار التي تقعده .. وجسمه تعب من كتر النضال .. والناس في عمره بين باحث عن "الاستقرار" ومريض تتكالب عليه الأسقام التي تنهش في جسده. لكن أبو إبراهيم هو -والله- من أتعب جسمه. وإذا كانت النفوس كبارًا *** تعبت في مرادها الأجسامُ إن السنوار لم يدلُ ببيان مفوه أو موعظة بليغة، وإنما أعطى درسًا في الرجولة في زمن عزّ فيه الرجال حتى كادت الرجولة أن تندثر .. ودرّس معنى البطولة في قطاع لا تحصى فيه عدد البطولات .. وجسّد قيمة البسالة في عالمٍ يفتك بكل حرّ شريف .. استحق أبو إبراهيم ميتته .. ونالها كما تمنى، ووالله ما في الدنيا ميتة أشرف من هذه. قدّم السنوار سيرة عطرة، ومنهاج مبارك، ورجولة حقيقية. لمثل هذا فليعمل العاملون.
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств