Смотреть в Telegram
*وذكّر.. ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾* *للأنف ذاكرة لا تنسى رائحة من تحب (وماتكره أيضاً!)..* بعد سنوات طويلة من الغياب، ورغم تقدّم الغائب بالعمر، وتحوّل رائحة الطفل إلى رائحة رجل: ﴿ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ﴾ للأذن ذاكرة: صوت يذكرك بصوت، ذاكرة تستطيع ان تخبرك ان هذا الفتى هو أبن ذلك الرجل لأن له نفس النبرة ولحن الصوت. للعين ذاكرة تحفظ آلاف المشاهد والوجوه والصور. ﴿ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ العين: «تنظر» بحياد! العقل: «يبصر» ويتبصر بما نظرت إليه العين. الذاكرة: تتدخل، وتحدد «الرؤية» التي نظرت إليها هذه العين.. لتحدد موقفك تجاه هذا المشهد! *هل عين العاقل تشبه عين المجنون..* هل عين الطفل، رغم قوة النظر، لها قدرة عين الكهل.. رغم ضعف نظره؟ هنا بصر.. وهناك بصيرة هنا نظر.. وهناك نظرة هنا نظر سليم لا يرى.. وهناك - ربما - أعمى، و يرى! للسان ذاكرة في الذوق والمذاق: طعم يذكرك بنكهة وجبة تناولتها قبل سنين، وتستعيد المكان والطاولة والضحكات. *للأصابع ذاكرة واللمسة تذكرك باللمسة.* لكل خلية في جسدك: ذاكرة… كيف تعمل؟.. لا تعلم! لكريات الدم البيضاء ذاكرة: تتعرف على هذا الفايروس الذي بدأ بغزو جسدك، و تتذكر - بشكل جيد - كل أسلحته، وتعرف كيف تقاومه وتهزمه! والقلب؟… هل للقلب ذاكرة؟! هل يتذكر براءته الأولى؟.. هل يتذكر الأسباب التي تجعله - بطبيعته - ينحاز لكل خير، وينفر من كل شر.. ينشرح لكل جميل، وينقبض لكل قبيح؟! هل يتذكر فطرته الأولى التي فطره الفاطر عليها؟ *أحياناً (ترى) بقلبك..* أحياناً قلبك هو الذي يختار الخيار الصحيح.. لأنه: "أخبرك"، أو ذكّرك! *‏يخيّل لي أن هنالك مشاعر لا يستطيع حتى الزهايمر أن يمسحها من الذاكرة!* ‏الروائي الكولومبي الشهير غابرييل ماركيز أصيب بالزهايمر، و بعد فترة زاره صديق قديم، وعندما جلس بجانبه، التفت إليه ماركيز.. وقال: أنا لا أعرفك.. ولكني أعرف إني أحبك! هل هي ذاكرة القلب.. هل القلب تذكّر لحظتها أنه يحب هذا الرجل؟! تذكّر ﴿ وَذَكِّرْ.. فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ وتذكّر أن القرآن «ذكر»: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ﴿ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴾ ﴿ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ وتذكّر: ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالوا: بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تقولوا يوم القيامة إِنَّا كنا عن هذا غافلين ﴾ *الذاكرة البشرية..* بدأت من تلك اللحظة! حاول أن تتذكر هذا الحدث العظيم بذاكرة القلب: وإن خانتك الذاكرة.. فلن تخونك الفطرة. كل ذاكرة في جسدك.. *هي تنشيط للذاكرة الأعظم التي تذكرك بخالقك.* وتذكّر: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ هل لـ «الروح» ذاكرة؟ ما الذي يجعلك تطمئن لهذا الشخص، وترتاب من الآخر.. تنجذب للأول، وتنفر من الآخر! ما الذي يجعلك تحب هذا، وتكره ذاك.. وكلاهما تلتقيه لأول مرة؟ *هل الأرواح (الجنود المجندة) تتذكر ما حدث لها سابقاً.. قبل الحياة؟!* تبتسم وأنت لوحدك عندما تتذكر تلك الحادثة المضحكة! تتألم وأنت تروي لهم تلك القصة المؤلمة التي حدثت معك قبل سنوات! الخوف يتسلل إلى أطرافك وأنت تتذكر تفاصيل تلك الرحلة المرعبة! أنت لا تتذكر الأحداث والكلمات فقط.. أنت تتذكّر «المشاعر» أيضاً! تتذكّر ما حدث.. هل تتذكّر ما لم يحدث؟! هناك ما يسميه العلماء «الذاكرة الكاذبة» حيث يمكن للعقل البشري أن يخلق أو يبالغ أو يشوه أو يعيد (اختراع) الذكريات! هل الأحلام: ذكريات ارادت ان تتخلص من سجن الذاكرة؟! *هل ما «تتخيّله» هو نتيجة ما تتذكره؟* هل «الخيال» أبن «الذاكرة» المشاكس؟! تتذكّر ما حدث.. وربما: تتذكر ما لم يحدث! فهل: تتذكر ما سيحدث لاحقاً؟! تذكّر… حاول أن تتذكّر: تذكّر.. ﴿ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ: يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ ﴾ *حاول أن تتذكّر المستقبل.. لتنجو!* منقول.
Telegram Center
Telegram Center
Канал