تهون الدُّنيا بمجرياتها حينما نعلم أنّها معبر لا دار قرار وميدان نضالٍ وتنافُسٍ لا ميدان جزاء وأنّ السّلوان العظيم كل السّلوان على عتبات الجنّة حيثُ العافية والسّلام والنعيم المُقيم ورؤية الأحباب بلا فواجع ولا انقطاع ..
يارب ادعوك بقلبٍ مُتعب ومُثقل لم يجد خفةً له إلاّ بين يديك ولا برداً على حرقته الا في البكاء بين يديك يارب ان فقري وشتاتي وضعفي ليس لها إلاّ انت اللهم يامن خضع لأمرك كل شي سخر لي القلوب التي أحب والمساعي التي اركض بعجزي إليها .
خطبة الجمعة | "لو يعلمُ الإنسان ماذا أخفى الله له خلف أسوار حزنه، وماذا أعدّ له من أحداثٍ تجبر قلبه؛ لعرفَ يقينًا أن ألطاف الله تسبق أقدارهُ، ولوجدَ البشائر منهُ سبحانه ترويهِ بين جوانب أكداره".
أتأمل لطفَ الله في حياتي، خطواتٌ أدركت أنها جاءت في موعدها وكنت أظن أنّ الأوان قد فات! أتأمل لُطفه بي، وكيف أنّ هذا اللطف يضخ في قلبي اليقين ليفيض فيحفّني بهالةٍ من السكينة والأمان، كيف أنّ نِعَمه تزداد ليربّيني بالرفق والحنان؛ فأخجلُ من تقصيري، وأشكر وأتعلّق بحبل الله أكثر.
لا أعلم! أين كنا سنذهب؟ بقلوبنا القلقة والخائفة لولا وجود الله! أين سيكون المفرّ؟ من مواجهة أحلامنا المستحيلة لولا المعجزات التي تتجلى في وجوده، أو كيف ستكون الحياة رمادية! لولا أنّ أثر معيته تلونها، وكيف أننا لا شيء.. وسرابٌا مُعلن وبائس! لولا الروح الذي نفخها الله في ذواتنا والتي لاحول ولا قوة لها.. من عبثِ الحياة وسخطها إلا بذاته.
إلهي العزيز.. بارك لنا في الخطوة والقرار والمصير، في الدهشة والرغبة والشغف، في القلب وما حوى، في النصيب وما قسمت، في الأمل والهدف، في أيام العُمر ولياليه، في الطريق وفي الرفيق، في الصبر ونيل العزم في الثبات وفي التجربة، وفي الإقبال على الحياة..