﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَتَوَفَّنا مُسلِمينَ﴾
و إنني يـ الله أحب أن تغرقني صلآحاً فَـ تُحبني وَ تَجعل ملآئكةُ السماء من حُبك تُحبني فلآ الأرض موطني ولآ أهل الارض غايتي.
لِمن مرّ من هُنا ، أستغفر تُزهر روحک
🌹 🌸
واجبُ المسلِمِ إذا وقَعَ في كُربةٍ أو ضاقَتْ به الدُّنيا أنْ يَفزَعَ إلى اللهِ رَبِّه وإلهِه ومَوْلاه ؛ فهو وَحْدَه القادِرُ على كَشْفِ الهَمِّ والغَمِّ ، والدُّعاءُ مِن أسبابِ رَفْعِ البَلاءِ.
وفي هذا الحَديثِ يروي عبْدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهُما ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يَقولُ عِندَما يَشْعُرُ باشتِدادِ الغَمِّ عليه ، واستيلائِهِ على نَفْسِهِ الشَّريفةِ :
● «لا إلَهَ إلَّا اللهُ» أي : لا مَعبودَ بِحَقٍّ إلَّا اللَّهُ «العَظيمُ» القَدْرِ ، الجَليلُ الشَّأنِ في ذاتِه وَصِفاتِه وَأفعالِه ، «الحَليمُ» الَّذي لا يُعاجِلُ العاصيَ بِالعُقوبةِ ، بَل يُؤَخِّرُها ، وَقَدْ يَعْفو عَنه مَعَ القُدرةِ عليهِ ؛ فهو القادرُ سُبحانَه على كلِّ شَيءٍ ، ثمَّ يُكمِلُ دُعاءَه فيقولُ :
● «لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَواتِ والأرضِ» ، أي : لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ جلَّ جَلالُه ، خالِقُ العَرشِ العَظيمِ الكَريمِ ، وخالِقُ السَّمواتِ والأرضِ ، وخالِقُ كُلِّ شَيءٍ فيهما ، وَمالِكُه ، وَمُصلِحُه ، والمُتَصَرِّفُ فيه كَيفَ شاءَ ، وكما شاءَ ، «رَبُّ العَرشِ الكَريمِ» ، والعَرْشُ : عرْشُ الرَّحمنِ الذي استوَى عليه جلَّ جَلالُه ، وهو أعْلَى المَخلوقاتِ وأكبرُها وأعظمُها ، وقد وصَفَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّه عَظيمٌ وبأنَّه كريمٌ ، أي : وبالعَظَمةِ مِن جِهةِ الكَمِّيَّةِ ، وبِالحُسنِ مِن جِهةِ الكَيفيَّةِ.
وهذا الدُّعاءُ مُشتمِلٌ على تَوحيدِ الإلهيَّةِ والرُّبوبيَّةِ ، ووَصْفِ الربِّ سُبحانَه بالعظَمةِ والحِلمِ ، وعَظمتُه المطلَقةُ تَستلزِمُ إثباتَ كلِّ كَمالٍ له ، وسَلْبَ كلِّ نقْصٍ عنه ، وحِلمُه يَستلزِمُ كَمالَ رَحمتِه وإحسانِه إلى خلْقِه ؛ فإذا عَلِمَ القلبُ هذا وتحقَّقَه أحَبَّ اللهَ تعالَى وأجَلَّه ، فحصَلَ له مِن الابتهاجِ واللَّذةِ والسُّرورِ ما يَدفَعُ عنه ألَمَ الكَرْبِ والهمِّ.
- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقولُ عِندَ الكَربِ : (لا إلهَ إلا اللهُ العظيمُ الحليم ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيم ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرض ، وربُّ العرشِ الكريمِ ) .