(حكم الاحتفال والتهنئة وتبادل الهدايا بعيد الميلاد ورأس السنة) أجمع العلماء ممن يحتج بهم على أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة والنيروز وسائر أعياد أهل الشرك كما لا يجوز التهنئة بتلك المناسبات أو تبادل الهدايا والحلوى فهذه أعياد خاصة بأهلها. قد يتساهل البعض فيحتفل ولا يدرك حجم المخالفة والمعصية!! فحذار حذار أيها المسلم أن تشاركهم بهذه المناسبات.. ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من متابعتهم والتشبه بهم فقال: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه». متفق عليه عن أبي سعيد الخدري. وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان من حديث ابن عمر:" من تشبه بقوم فهو منهم " حديث حسن وله شواهد. كما لا يجوز تقديم هدايا للمحتفلين بهذه الأعياد والمناسبات بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن ذلك كفر. قال الإمام الزيلعي الفقيه الحنفي في "تبيين الحقائق" (6/228) : والإعطاء باسم النيروز والمهرجان - أعياد الفرس - لا يجوز بل كفر. وقال أبو حفص الكبير من الحنفية: لو أن رجلا عبد الله خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز , وأهدى لبعض المشركين بيضة يريد به تعظيم ذلك اليوم ، فقد كفر وحبط عمله. وجاء في كتاب "الإقناع" في فروع الحنابلة: ويحرم شهود عيد اليهود والنصارى وبيعه لهم فيه ومهاداتهم لعيدهم. وقال الإمام ابن تيمية: "وكما لا يتشبه باليهود والنصارى والمشركين في الأعياد، فلا يُعان المسلم المتشبه بهم في ذلك بل ينهى عن ذلك.. ولا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد ونحو ذلك؛ لأنَّ في ذلك إعانة على المنكرات" (اقتضاء الصراط المستقيم/227) وقال ابن القيم في كتاب أحكام أهل الذمة 1/144: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم، فيقول: عيد مبارك عليك ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات..". الشيخ عبد الرزاق المهدي