مشى على الموتِ لا جهلاً ولا بطلا
قد أجبرته يدُ الأشواقِ أنْ يصلَا
ما خافَ من ظلمةِ المجهول غائلةً
كلّا ولا طبعُه يستعذبُ المللا
وكانَ يجمعُ من ماضي الهوى كتلاً
من الجوى ويواري الدمعَ إنْ هطلَا
متيمٌ لم يزل،،،،،،،،،، يرعى صبابته
ما خانَ عهداً ولا عن حبه اعتزلا
عمرٌ مضى فتشظى حلمُه عبثاً
بين الفجاج وأضحى يمضغُ العللا
يسامرُ الليلَ يرنو نحو غايته
لعلّها تسقطُ الأيامُ ماحملا
وحينَ لاحتْ لهُ في الأفقِ بارقةٌ
أصرّ في نفسهِ أن يبلغَ الأملا
تجشّمَ الصعبَ كي يلقى حبيبتَه
كما رآها وكانت تعشقُ الغزلا
مضى إليها رؤى الأحلام تَحملهُ
ودافعُ الحُبّ ما أوهى ولاخذلا
حتى أتى لم يجدْ ما كانَ ينشُده
إلّا سراباً ودوراً أصبحت طللا
والموتُ من حوله يلهو على جُثثٍ
والحزنُ من فرطه قد أنهكَ المقلا
لم ينكسرْ قط بل أبلى بمنجله
يعيدُ للحلم آفاقاً ومغتسلا
يطهرُ الأرضَ من أدرانِ معصيةٍ
يُزيحُ عنها هموماً تثقلُ الجبلا
وكلّ من عاشَ في أحضانِ تربته
في غيرِها مستحيلٌ أن يرى بدلا