بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي تنظم بديع صنعه الألسن و تتلو محاسن خلقه الأصوات و الصلاة و السلام على كامل الذات و جميل الصفات محمد سيد الكائنات و على آله الأعلام الهداة ثم أما بعد : الأخوة المنشدون ....حفظكم الله جميعا و كتب أجركم لكم التقدير و الاحترام و الاجلال و الإعظام . لي علبكم حجة و هي لأهل الأمر و الحل و العقد ممن وجب علينا طاعتهم في مراتب الطاعة . و أنا لا أمر عليكم و لا تفضلا عليكم أقلكم شأناً و أحقركم إنما أردت النصيحة و قليلا من كثير معرفتكم بما يخص جانب النشيد و ما ينتمي له . و المنشد ينطلق مما جادت به قريحة الشاعر و الشاعر يكتب ماجال في فكره ناظما اياه في عقد فريد فهو يعبر عن شيء في نفسه او ما يدور من حوله من احداث في واقع الحياة بكل جوانبها فرحا و حزنا و حربا و سلما ...الخ . ثم يختار لموضوع الكلام قالبا شعريا مناسبا و اختياره لهذا القالب قد يكون عن خبرة او فطرة و حالة من الشعور او اللاشعور . و هذا ما يجب على المنشد اعتباره . و القالب الشعري هو الشكل المكون من بحر شعري بتفعيلاته و للبحور عروض تفصيلها لا مجال له في هذه العجالة و ان كان مفيدا في ضبط اللحن . و لكل بحر من بحور الشعر حالة كتب عليها في مواقف الحياة و ناسب فيها طبيعة النفوس و بيئتها و اسلافها و اعرافها . هنا يأتي دور المنشد ليختار الأجود و الأرق و الأبلغ و الأفضل . فقد كثر الشعراء و كثرت الشواهد و كم شاهدا تجد للبحر الواحد في موقف شعوري واحد . هنا يجب على المنشد و للإنشاد مقامات كما للشعر تفعيلات ان يضع المقام الأنسب لهذا البحر و في البحر ما يشير الى ما يناسبه من المقامات . و عليه يبني المنشد المقام بمراتبه و قراره و جوابه مراعيا فيه اللزوم في ضبط المعلوم و نطق الكلام المنظوم بما لا يسيء للشعر و قائله و يسيء للمقام و منشده . و قبل كل ذلك ان يكون منشدا تحققت فيه الشروط معرفة و دراية أو ملكة و هواية . و الا فهو الشاذ الذي يصخ الاذان و يلوث السمع برديء الألحان . و كم في الارض من تجارب سبقت في الشعر و الانشاد توارثها اربابها مضوا عليها ثم حسنوها أو ابتكروا غيرها مما يماثلها في الجودة و حسن الأثر . و هذا ما أريده من منشدينا و لست بأعلم منهم في ذلك . و أحكي لكم موقف حصل لي شخصيا مع حياة المولى بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه . ذلك انه حضر في ذات يوم مضى حفلا نصفيا للمراكز الصيفية في صعدة و كنت قد كتبت كلمات ترحيبية انشادية و من أداها لجهل و قلة خبرة خرج عن المألوف و دخل في منكر الكلام المعزوف . أزعجت المولى بدر الدين و في نهاية ذلك الحفل سمعت من يناديني بالحضور فورا الى الادارة فذهبت الي الادارة مسرعا و وجدت مولاي بدرالدين و بعد السلام (عليه من الله السلام) قال و ما قال بلسان الجميع تأدبا و تحننا ....(مااعجبني النشيد) ...قلت :( انا كتبت الكلمات ما لحنت ) ... قال مشجعا و مخففا حدة الموقف . سهل و لكن يتعلموا الناس . حتى الذي يكتب الشعر يراعي ما سيبنى عليه من انشاد . و المنشد يحذر من ( التثليث ) ..اي الدقة الثالثة لأن المطلوب في انشاد الشعر العربي التثنية . فقلت و ما زلت اقول عليك سلام الله يا سيدي بدر الهدى . و قد دخل التثليث في المحظور عند الزيدية و المعروف عن الزيدية الاحترازات و التشديد على بعض المسائل . و مثال على ذلك فمحافظة صعدة بالذات كانت عاصمة للزيدية و ما زالت و تأثرت بأحكامها و اعرافها و تراثها بعلماء الزيدية . لذلك نجد البرعة . مبنية على ضربتين لا ثالث لها . و ما كنا نجرّم من تجاوز التثنية لو اكتفى بالتثليث بل تجاوز ذلك الى التربيع و التخميس و التقليد و الأصلي خير من المقلد فيما أحل الله فما بالكم فيما حرم الله . و للسيد القائد مولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي أيده الله كلام فيما يخص الشعر و الانشاد سمعه من سمع و ما أكثر من قالوا سمعنا و هم لا يسمعون و به لا يعملون . هذا و للشعراء رسالة خاصة سأقوم بنشرها قريبا . سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين. الحقير الفقير الى الله القدير نشوان بن صالح الغولى