_ كيف استطاع ان يهجُرني هكذا؟ كيف لي ان أواجه هذا العالم وحدي دونه ؟ هو يعرف أنني هشّة الى الحدِّ الذي تمزقني فيه نسمة هواء ومع هذا فارقني ، هو يعرف أنني سأنهار و مع هذا فعلها ، لقد ارتكبَ في حقّي جريمةً لا تُغتفر لن يغفرها قلبي ماحييت
_ عليك ان تعرفي أن هذا العالم مليء بالخداع ، ستواجهين شتّى أنواع المتخاذلين ، سينهشونَ كلّ قوّتكِ ومن ثُمّ يتركونكِ هكذا ، ضحيّة الانهيار ، ضحيّة الأسى ولربما حتّى تراودك أفكار الانتحار ، أنتِ لا تُفكّرين في هذا من اجله ، أنتِ تفكرين في معالم الضَعف الذي سببها لك ، في العاصمة التي انهارت داخلكِ ، في المياه الغارقة داخلك من فيض الدموع .
لقد كان لكِ تجربة قاسية مريرة اعلم ، لكن عليك أن تتخطيها ، ان تكون أولى مبادئ القوة ، نحن نقوى من الطعنات ، من الخذلان ، من التجارب القاسية ، من الذكريات الشنيعة ، و لا تكمن القوة الا فيهم
فلتبكي الآن ولتحزني على هذا الفراق لا لوم ، أن الفراق لأقسى الطعنات على القلب ، اصنعي لنفسك أيام حداد ومن ثم اتركي كل مآسيها داخلها ، اخرجي منها خالية الوفاض ، بلا ذكريات ، بلا حنين ، بلا رحمة او أفكار عودةٍ إن عاد ..
قوّي قلبكِ ، علّميه تقبُّل الطعنات ، ان لا يغرقَ في السوّداويّةِ من الفراق اللا مبرر ، اخبريه بأن لا ينصدم من الخذلان المفاجئ وان يعرف ان العالم كُل العالم غارقٌ في طيّاته ، علّمي قلبك القوة لا الضعف ..