رواية “مدن الملح” خماسية أثارت جدلاً كبيراً عمَّ مساحة الوطن العربي كله حين صدورها، ودفع الكاتب جنسيته ثمناً لها.
للأسف لم اعثر بعد عليها كلها مكتملة.
مدن الملح، هي مدن تتآكل في الحاضر وتذوب في المستقبل،
في خماسية مدن الملح استطاع عبد الرحمن منيف أن يقف على بداية الكلام، وأسعفته قدرته الكبيرة في الخلق والتعبير على استخدام بدايات اللغة للحديث عن أول القصة التي تسرد في أحداثها الملحمية تاريخ ما أسماه مدن الملح.
“إنه وادي العيون، فجأة وسط الصحراء القاسية العنيدة تنبثق هذه البقعة الخضراء، وكأنها انفجرت من باطن الأرض أو سقطت من السماء، فهي تختلف عن كل ما حولها، أو بالأحرى ليس بينها وبين ما حولها أي صلة، حتى ليحار الإنسان وينبهر، فيندفع إلى التساؤل والعجب: كيف انفجرت المياه والخضرة في مكان مثل هذا؟”.
هي رواية منحوتة بعناية، واسمها دليل بارز على عبقرية الكاتب، فلو بحثت في مئات القواميس والمعاجم، فلن تستطيع أن تعثر على مثل هذا العنوان الرائع”،
ويقول عنه د. فيصل درّاج الكاتب والناقد: عندما تسقط الأمطار تذوب مدن الملح وتتلاشى أبنيتها، ويأتي الطوفان ويبتلعها.
مدن الملح كناية عن المدن التي ظهرت مع طفرة النفط، فإن ينضب النفط تنهار مع أول قطر المطر
“لأنها مواضيع بِكْر لم تُطرق”.. غوص في أسرار الجزيرة المستورة
تتحدث الرواية بأجزائها الخمسة عن ثورة النفط في شبه جزيرة العرب، وصولا إلى الحقبة الحديثة من عمر هذه المنطقة، جزؤها الأول بعنوان “التيه”، والثاني “الأخدود”، والثالث “تقاسيم الليل والنهار”، والرابع “المُنْبَتّ”، وكان الخامس الأخير بعنوان “بادية الظلمات”.
خطَّتْ هذه الرواية في ست سنوات، بين 1982 و1988. وفي لقاء تلفزيوني قديم أجري معه قال فيه عن الرواية: الرواية تناولت موضوعين كبيرين: الصحراء والنفط في مرحلة معينة، وتأتي ضرورة مناقشة هذين الموضوعين، لأنها مواضيع بِكْر لم تُطرق، وكانت هناك حاجة لدراسة تأثير النفط في تلك المرحلة، بصفته العامل الأساسي في إعطاء الملامح السياسية والجغرافية لهذه المنطقة وإعادة صياغة العالم "العربي" من جديد.
#منقول