- مشَت نحوهُ باندفاعٍ كطفلةٍ تركضُ نحوَ حلواهَا المُفضّلة، كما ساقَها قلبُها دائمًا تِجاه ما تُحبّ، فلم يكن هناك رُوما كان فقط هو ما تُحب أخذَ بِها تِجاه عَينيه، صوتٌ بِداخلِها كانَ يُخبرُها بأنّهُ آتٍ إليها فوقع خطواتهِ كانَ يُزهر أقحوانًا فمشَت مُغمضةَ العينينِ مُطمئنّة القلب وكأنّها تَحفظُ الطّريقَ عن ظَهرِ قَلب مُتأكّدة في حال صادفَتها عثراتٌ سيكونُ هُنا رفيقُ أيسرها من أجلِها، ولو أنّ إنسيٌّ واحدٌ كان يراهَا لن يُصدّق أنّها تمشي في هذا الطّريقِ لأوّل مرّة، لكنّها كانت وحدَها في طريقِها إليهِ لم يكن في بوصلتها إلا هو وعيناهُ وقلبهُ وحديثهُ، فقد تعاهَدا قبل أن يَلتقيا بأنّها ستكونُ ساكنةَ قلبهُ الأولىٰ والأخيرةَ والوَحيدة، وصلت والتقت الأعيُن وابتسمَ كُل ما فيهِما، حينَها وقفَت أمامَ عينيهِ برمُوشهِما الطّويلة، بخفّةٍ خطفَ عينيها، ثُم برقّةٍ خطفَ قلبها .
- مشىٰ إليها بِخطواتٍ ثابتةٍ فقد أمضىٰ سنواتِه بتهيئةِ نفسهِ لأن يخطوَ بِهذا الدّرب على أملِ أن يصلَ للخطوةِ الأولىٰ يومًا، حاربَ دربَهُ ونفسَهُ وتخبّطهُ وحُزنهُ لأن يكونَ سعيدًا مُطمئنًا في نهايةِ دربِهمَا معًا، كُلما خطىٰ خُطوة باتّجاهها يزدادُ الطّريقُ توهّجاً يُزهر القلبُ تُضاء أروقته بزُهور الرّيحان، يمشي يقتربُ من ساكنةِ قلبه الوَحيدة، وصلتْ وألقىٰ بعينيهِ السّلامَ والحُب عليها لم يقوىٰ علىٰ الكلامِ بِقُربها لم يتعلّم مواجهةَ سيوفِ رموشِها الحادّة، أو خصلات شمسٍ تشقُ طريقها عبر حقلِ بُن ممزوجٍ بسوادِ الليل، وبهدوءٍ أسرتْ قلبه .