🔮 لعلّها تكون المُنْجية (4)

2️⃣ الأمر الثاني: مُنجيات على غير المتوقع:

🔸 المثال الثاني: لطف خفي:

♻️ تتنوّعُ الطرقُ التي يُرسلُ اللهُ تبارك وتعالى فيها ألطافَه لعبادِه، وقد تكونُ على شكلِ نفحاتٍ خفيةٍ غيرِ متوقعةٍ.

🖇 لا تستغربْ، فإنَّ اللهَ تعالى يحبُّ عبادَه، ويريدُ لهم الخيرَ، غايتُه أنّه ينتظرُ منّا حركةً عمليةً نحوَه.

‼️ بل الأغربُ أنّه تعالى قد يفتحُ بابَ اللطفِ لمن سارَ بطريقٍ لم يَقصدْ منهُ الوصولَ إليه جل وعلا،

🔆 ولكنَّ اللطفَ الإلهيَّ يجعلُ من ذلك الطريقِ منفذاً للولوجِ إلى ساحةِ القربِ الإلهي.

📜 تأمّلْ معي ما روي عن أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام): «كُنْ لِمَا لَا تَرْجُو أَرْجَى مِنْكَ لِمَا تَرْجُو،

📍فَإِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ (عليه السلام) خَرَجَ يَقْتَبِسُ لأَهْلِه نَاراً، فَكَلَّمَه اللهُ (سبحانه وتعالى) ورَجَعَ نَبِيّاً مُرْسَلاً،

🔹 وخَرَجَتْ مَلِكَةُ سَبَأٍ فَأَسْلَمَتْ مَعَ سُلَيْمَانَ (عليه السلام)، وخَرَجَتْ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ يَطْلُبُونَ الْعِزَّ لِفِرْعَوْنَ فَرَجَعُوا مُؤْمِنِينَ».

🔸 المثال الثالث: كلمة عابرة:
ما أكثرَ ما نتحدّثُ به يوميًا!

➰ لو أحصينا ألفاظنا وكتبناها ليومٍ واحد، لربما ملأتْ دفّتي كتاب.

❓هل تعلمونَ أنَّ بعضًا من هذه الكلماتِ قد تكونُ سببًا للهلاك!

❓ونفسها قد تكون سببًا للنجاة!

🕌 رويَ عنِ الرسولِ الأعظم (صلى الله عليه واله) في موعظتِه لأبي ذرٍّ: «يا أبا ذرٍّ،

🔹 إنَّ الرجلَ يتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ الله (جلَّ ثناؤه) فيكتبُ له بها رضوانه إلىٰ يوم القيامة،

▪️وإنَّ الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ في المجلسِ ليُضحِكهم بها فيهوي في جهنَّم ما بينَ السماءِ والأرض.

📁 يا أبا ذرٍّ، ويلٌ للذي يُحدِّثُ فيكذبُ ليُضحِكَ القوم، ويلٌ له، ويلٌ له، ويلٌ له» .

✅  انظروا لكلمةِ آسيا بنت مزاحم، وكيفَ كانتْ سببًا في إنقاذِ وليِّ الله النبيِّ موسىٰ (عليه السلام):

🕋 ﴿ وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَـىٰ أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ﴾. 

⚖️ ربما كانتْ هذه الكلمةُ هي وراءَ هدايتها، وجعلها تصبرُ على حرِّ الحديدِ الفرعوني،

♻️ لترى مكانَها في الجنةِ عندَ نزوعِ الروحِ فتُناجي ربَّها قائلةً: ﴿ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ .

💡 لا تتهاونوا بكلماتِكم... بألفاظكم، فلربما كلمةٌ تكونُ هي المُنجية.