Смотреть в Telegram
أخذتِ الأرضُ زُخرُفَها وازَّيَّنَتْ وظنَّ أهلُها أنهم قادرونَ عليها فلم يَبْقَ بعد الآنِ إلا أن يعرفَ الإنسانُ أنه -مع قُدرتِه على الأرضِ وتصريفِ قواها واستخراجِ كنوزِها- غيرُ قادرٍ على أن يَستجلِبَ لقلبِه ساعةً من الأمنِ يَرضى فيها عن نفسِه وتَرضى نفسُه عنه. ألا وإنَّ أهلَ الأرضِ جميعًا في هذه الحَيرةِ ليَنظُرونَ إلى الغيبِ نَظرَةَ اليائسِ الذي كان له أملٌ ثُمَّ قطعَ به، ولماذا قطعَ بهذا الأمل؟ ذلك لأنَّ الناسَ حَكَّمُوا في قلوبِهم كُلَّ شهوةٍ من شهواتِ المالِ والنساءِ والغلبةِ والفوزِ ولم يَضبطوها بشيءٍ من ضوابطِ الحياة، فأصبحتِ الحياةُ كُلُّها عُدوانَ وتَقاتُلَ وتَنابُذَ وشهوة. وليس للحقِّ وحُدودِه بين الناسِ قَدْرٌ تقفُ كُلُّ هذه الشهواتِ دُونَه، ثُمَّ ها نحن نفقدُ الإمامَ الذي يقودُ العالمَ إلى الخيرِ والسعادةِ والراحة، ولا يُستطاعُ أن يكونَ في كُلِّ عصرٍ إمامٌ يقودُ الناس، فكان العقلُ أن يكونَ كُلُّ امرِيءٍ على نفسِه إمامًا يَهديها إلى الخيرات، وليس يوجدُ هذا في امرئٍ إلا أن يكونَ عنده كتابٌ يَهديه، يستجيبُ لأمرِه، ويقفُ مع نواهيه، ويمشي مع أوامرِه، ويكون هذا الكتابُ هو الحقَّ المُبينَ الذي مَيَّزَ للإنسانيةِ خيرَها وشرَّها وصَرَّفَها على قَدْرٍ من الحكمةِ والصوابِ يؤولُ بها إلى المحبَّةِ والرضا والحُرّيَّةِ والسعادةِ والاطمئنان. [الوحي المحمدي || جمهرة المقالات]
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Бот для знакомств