منذُ مدّةٍ طويلةٍ أحاولُ إخفاءَ حزني تارةً أزيّنهُ بضحكاتٍ ليبدو كيكةً شهيّةً لا يعرفُ مذاقَها إلا من خبزَها وتارةً أكدّسهُ في نصوصٍ فكاهيّةٍ فلا يكشفهُ إلا مَن غَصَّ قلبهُ بهِ ربّما أبكيهِ دموعاً تُدفنُ سرّاً في وسادتي أو أرويهِ بتفاصيلهِ إلى ورقةٍ لا تملُّ منهُ
كنتُ أظنُّ أنّ حزني خَفِيٌّ عن أعينِ النّاظرين حتّى سُئلتُ فجأةً وسطَ ضجّةِ الأحاديثِ "كأنّك نحفانة؟، ما عم تغذّوها منيح؟" فأجبتُ ساخرةً "شايفة بالله؟"
ضحكَ الجميعُ حتّى أنا وبكى قلبي لأنّ السؤالَ أصابَ جرحاً لم يندمل بَعد حينها لم أمتنِع عن الطّعامِ فقط، بل عن الحياةِ أيضاً.
أحب حديث الناس عن تحقيق دعواتهم، أحب أن يحكي شخص أمامي كيف أستجاب الله لـ دعوته، شعوره حينها والليلة التي نام فيها وسقف الغرفة لا تتسع لأجنحته من شدة السعادة والأمل وكيف تغيرت حياته بعد أستجابة دعواته وتحقيق أمنياته ورجائه..
أحب عيونهم وهي تلمع في حديثهم، ملامحهم المبتسمة، تنهيدات السعادة التي تظهر رغمًا عنهم، يبتهج قلبي حين أسمعهم وأردد بداخلي: