"إن بعض التملك أذى، أرخوا يداكم... أتعلم يا صاحبي؟ العلاقة ليست قفصاً من ذهب، ولا هي سور نحتمي خلفه من الرياح. إنها الهواء الذي يمر بين أصابعنا دون أن نملكه، إيقاع القلب الذي لا نتحكم فيه، فلا حاجة لأن نمسك باليد لنثبت أنها لنا.
حين نعشق، نخطئ أحيانًا... نعتقد أن من نختار يجب أن يكون امتدادًا لنا، مرآتنا التي لا تغيب. لكن، يا صاحبي، الشريك ليس ظلًّا نقيّده، ولا طيفًا نخشى زواله. الروابط الحقيقية تولد في مساحة الحرية، تكبر بقدر ما نترك لها من مسافة. فما جدوى علاقة لا تعرف التحليق؟ وما معنى قلب نغلق عليه خشية أن يهرب؟
الرغبة في التملك تصير قيدًا ثقيلًا على الروح. كلما أحكمنا القبضة، كلما أثقلناه حتى يهرب منا، أو نغرق نحن في سجن صنعناه بأنفسنا. أرخوا أيديكم عن تلك القلوب، دعوها تنبض في فضاء أوسع، لأن الذي لا يخشى الرحيل، هو الذي يبقى.
الشريك ليس غنيمة نحتفظ بها كدليل انتصار، ولا عباءة نحتمي بها في برد الوحدة. هو مثل الفجر، يأتي كل يوم دون دعوة ويترك فينا دفء الحضور دون أن نطلبه.
العلاقة ليست حصارًا نحيط به قلب الآخر، بل هي سكينة وأمان. أن تختار الآخر بإرادتك، وتدرك أنه يختارك كل يوم بحرية، هنا فقط تكمن الراحة التي لا تعرفها قيود التملك.💙"