هذه الصغيرة التي ترنو إليّ بكلّ جوارحِها، وتُريدُني معها في كلّ لعبِها ولهوِها، وتعبأ بكلّ ردّة فعلٍ منّي على حركاتِها وسكناتِها .. ستكبرُ يوما ..
ستكبرُ وتُخبِرُ إحدى صديقاتِها أنّ جيلَهما مختلِفٌ عن جيلِنا، وستتعجّبُ من الكتبِ التي أقرؤها والموسيقى التي أسمعُها، وستُخالفُني في بعض ما أراه صوابا أو خطأ، وقد تحدّثُ نفسَها أني لا أفهمُها .. سيحدثُ ذلك ولا مناص منه ..
يقولون إن الزمن ودورانَه علاجٌ لكلّ مشكلة .. ولكن، ما علاجُ الزمن ودورانِه حين يكونُ هو المشكلة؟
سأستمتعُ بوقتِنا معاً ما استطعت .. قبلَ أن يكونَ عليّ أن أطرقَ بابَ غرفتِك، ثمّ باب بيتك، قبل أن أراك ..
وسأكون أسعدَ خلقِ الله لو استطعتُ أن أظلّ إلى آخر أيامي في الدنيا قادرا على إثارة اهتمامك، وأن يظلّ شيءٌ ممّا أقولُه قادرا على إشعالِ شيء من هذا البريق الذي أراه دائما في عينيك ..
والدك المحبّ،
همّام
شباط ٢٠١٨ .. على جسر بروكلين ..