• هَمَمْتُ أن أدعوَ جِيلًا مِن عجائز العرب، وأنا معهم، لنَذهبَ إلى هؤلاء في السُّودان؛ لنقول لهم: اتَّقُوا الله في دمائنا؛ لأن الذي تُرِيقُه أنتَ ليس دَمَ سُودانيٍّ، وإنَّما هو دَمِي.
• النَّابغةُ شِعرُه أعلى من شِعْر زُهير، لكنَّ رُوحَ زُهيرٍ المُحبِّةَ للعفو والمرحمة هي التي جعلتْه مُقدَّمًا عندي.
• وأنا أقرأ زُهيرًا كنت أقول: لو أن سيِّدنا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بُعِثَ في حياة زُهير لكان زُهيرٌ أسبقَ مِن أبي بكرٍ في الإيمان برسول الله، لمَّا تقرأ ديوانَ زُهير تَشعُر أن قلبَه قلبُ طائر، قلبٌ طيبٌ، قلبٌ طاهر.
• سيِّدُنا عُمرُ كان معروفًا بالشِّدَّة، وقال أبو جعفر المنصور لـ«مالك»: «اكتبْ لنا كتابًا في السُّنَّة والفِقْه تَجنَّبْ فيه شدائدَ عُمَر ورُخَصَ ابن عبَّاس»، أرأيتَ الخليفة! ووَعْيَ الخُلفاء الذين قادوا أُمَمًا غالِبة! فقال «مالك»: «لقد عَلَّمَنِي العلمَ بكلمتِه هذه»، وكان كتابُه «المُوطَّأ».. ولا تَقلْ إن مالكًا كان يُنافِق؛ لأنه لم يكن مُحتاجًا لأحد، ولأن هؤلاء الكرام كانوا لا يُحبُّون مَن يُنافقهم.
• تعليقًا على الخبر الذي أورده الإمامُ عبد القاهر على لسان «الحجَّاج»، قال شيخُنا: «الحجَّاج» قُلْ فيه ما شِئتَ، وأنا معك؛ لأنه كان مُستبِدًّا، وكان طاغية، وكان يَقهر الناس، وأنا لا أُحِبُّ هذا الصِّنف، إنَّما أُحِبُّ القلوبَ التي فيها الرَّحمة حتى على المخطئ، قُلْ في «الحجَّاج» ما شِئتَ، لكن لا تَقُلْ إنه جاهلٌ؛ لأنه كان صاحبَ بصيرةٍ في اللُّغة وفي الدِّين، وأنا لمَّا أجِدُ حسنةً لإنسانٍ تُخفِّفُ عني سيئاتِه.
• الظالمُ المُستبِدُّ لو كان ناجحًا في سياسة الناس، ونَقْلِ الناس من العُسْر إلى اليُسْر، ونَقْلِ الناس من الشِّدَّة إلى الرَّخاء، أقول: «يا ربِّ سَامِحْه في الاستبداد»، إنما حين يكون مُستبِدًّا وفاشلًا، فلأي شيءٍ أقول: «يا ربِّ سَامِحْه»؛ فـ«الحجَّاجُ» كان مُستبِدًّا وكان ناجحًا، وهو خير من المُستبِدِّ الفاشل.
• المُستبِدُّ النَّاجحُ خيرٌ من المُستبِدِّ الفاشل: المُستبِدُّ النَّاجحُ يُغطِّي نجاحَه على استبداده، والمُستبِدُّ الفاشلُ بئس ما هو؛ لأن الفَشلَ هو أسوأ ما في حياة البشر.
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.center/sh_abu_musa2/243
#مما_قال_شيخ_البلاغيين