#تدبر_كل_يوم_آية
⭕سورة آل عمران - 47
⭕🌴{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ }
🌴 [آل عمران:17]
⤴ ذكر هنا أصول فضائل صفات المتديّنين : وهي...
*الصبر* الذي هو ملاك فعل الطاعات وترك المعاصي .
*والصدق* الذي هو ملاك الاستقامة وبثّ الثقة بين أفراد الأمة .
*والقنوت* ، وهو ملازمة العبادات في أوقاتها وإتقانها وهو عبادة نفسية جسدية .
*والإنفاق* وهو أصل إقامة أوَد الأمة بكفاية حاج المحتاجين ، وهو قربة مالية والمال شقيق النفس .
↩ وزاد *الاستغفار بالأسحار* وهو الدعاء والصلاة المشتملة عليه في أواخر الليل ،،
*والسحر* سُدس الليل الأخيرْ؛ لأنّ العبادة فيه أشدّ إخلاصاً ، لما في ذلك الوقت من هدوء النفوس ، ولدلالته على اهتمام صاحبه بأمر آخرته ،
⤴ فاختار له هؤلاء الصادقُون آخرَ الليل لأنّه وقت صفاء السرائر ، والتجرّد عن الشواغل .
💫التحرير والتنوير
💫<><><><><><>
🔸وقوله تعالى: {الصَّابِرِينَ}:
نعت لقوله:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ}
*الصبر،* وهو في الأصل: الحبس، والمراد به شرعاً: حبس النفس عن محارم الله،،
🔸وقوله تعالى: {وَالصَّادِقِينَ} :
*الصدق* : هو المطابقة للواقع، والصادق هو الذي يكون خبره مطابقاً للواقع. والكاذب خلاف ذلك.
*والصدق*: يكون بالقول ويكون بالفعل، ويكون مع الله ويكون مع عباد الله.
والصديقية مرتبة تلي مرتبة النبوة، فهي في المرتبة الثانية {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ}[النساء: 69] .
🔸وقوله تعالى:{وَالْقَانِتِينَ} :
القانتون : اسم فاعل من القنوت،
*والقنوت* يطلق على عدة معان، وأنسبها لهذه الآية أن المراد بالقنوت: *دوام الطاعة مع الخشوع والخضوع لله عزّ وجل، بحيث يكون الإنسان مديماً لطاعة الله مقبلاً على الله سبحانه وتعالى في طاعته*.
🔸وقوله: {وَالْمُنْفِقِينَ}:
المنفقون من أنفق أي: بذل النفقة، والنفقة هي إخراج المال،،
↩ وبيّن سبحانه وتعالى في آيات أخرى الميزان للإنفاق،،
فقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] ،،
⏪ فلا يكون الإنسان مقتراً ولا مسرفاً، وهذا الميزان يختلف باختلاف الأحوال والأزمان والبلدان، فقد يكون الإنفاق إسرافاً بالنسبة لشخصٍ وليس بإسراف بالنسبة لآخر. فإنفاق الفقير ليس كإنفاق الغني،
↩ ولهذا قال الله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}[الطلاق: 7] .
🔸وقوله: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}:
*المستغفرون*: هم السائلون لمغفرة الله، والمغفرة: هي ستر الذنب والتجاوز عنه.
*{بِالأَسْحَارِ}،*الباء: هنا للظرفية، أي: فيها، والأسحار جمع سحر، وهو آخر الليل،،
⤴ أي: يسألون المغفرة في هذا الوقت من الزمن في آخر الليل؛؛
لأنه وقت نزول الله عزّ وجل إلى السماء الدنيا، فإن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يتبقى ثلث الليل الآخر فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟»
ولأنه وقت فراغهم من التهجد، والإنسان مطلوب منه إذا فرغ من العبادة أن يستغفر الله، ولهذا يشرع لنا أن نستغفر الله تعالى ثلاثاً بعد الصلاة.
وأمر الله سبحانه وتعالى أن نستغفر في الحج: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 199] ،،
*وسؤال المغفرة بعد الانتهاء من العبادة فيه كمال الذل لله عزّ وجل، وأن الإنسان لا يعجب بعمله بل يخشى من التقصير فيه*.
💫تفسير ابن عثيمين
💫🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸https://t.center/Dorrlltdbr