لو علمت العامة أن تفويت الصلاة كتفويت شهر رمضان باتفاق المسلمين: لاجتهدوا في فعلها في الوقت..
[ويقال لمن فوّتها: أنت] بمنزلة من زنى وقتل النفس، وبمنزلة من أفطر رمضان عمدًا، إذ أذنبت ذنبًا ما بقي له جبران يقوم مقامه، فإنه من الكبائر، بل قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر.
فإذا كان هذا في الجمع من غير عذر فكيف بالتفويت من غير عذر؟
وحينئذ فعليك بالتوبة والاجتهاد في أعمال صالحة أكثر من قضائها، فصلّ صلوات كثيرة، لعله أن يكفَّر بها عنك ما فوَّته، وأنت مع ذلك على خطر، وتصدَّق فإن بعض الصحابة ألهاه بستانه عن صلاة المغرب فتصدَّق ببستانه.
وسليمان بن داود لما فاتته صلاة العصر بسبب الخيل طفق مسحًا بالسوق والأعناق، فعقرها كفارة لما صنع.
فمن فوت صلاة واحدة عمدًا فقد أتى كبيرة عظيمة، فليستدرك بما أمكن من توبة وأعمال صالحة.
ولو قضاها لم يكن مجرد القضاء رافعًا إثم ما فعل بإجماع المسلمين.
ابن تيمية | منهاج السنة النبوية