في اليوم التالي زارني مجددًا في جامعتي، وهذه المرة كان ينتظرني خارج قاعة المحاضرة، وحينما رآني ابتسم بمودة، ولطف، وكأننا حبيبان وكنا البارحة نتبادل القبل والأحضان، فشددت على نفسي وهدأت من روعي، وقلت بصوت خافت:
- هذا ليس مريضًا فقط، بل هو مجنون. 🥴
وحينما اقتربت منه، طوقني بذراعه، ليعلن للجميع إني أخصه، بلعت ضيقي وشدة حنقي عليه، وسرت معه بهدوء حتى خرجنا من الحرم الجامعي، حيث كانت سيارة أجرة تنتظرنا هناك،🚖
سألته:⁉
- إلى أين؟
قال بابتسامة:😊
لنتناول الغداء ونتحدث.
لكني لم أنهِ محاضراتي لليوم.
اطلعت على جدول محاضراتك، لديك محاضرة بعد 3 ساعات، وهذا الوقت يكفي لنتغدى وأعود بك قبل المحاضرة بنصف ساعة.⌚
كنت أنظر إليه بلا أية ملامح، كانت ملامحي باردة ميتة، أشعر أني تبلدت بين ذراعيه. 🥶
- سنذهب إلى شارع المطاعم، فماذا تريدين أنْ تأكلي، هناك شتى أنواع الطعام ... قلت بفراغ صبر:
- أي شيء. 😒
شعرت أني خذلته، لكن هذا لا يهم.
قال مشجعًا:
- هل تحبين تناول الأطعمة الآسيوية؟ ⁉
قلت معترضة:
أطعمة آسيوية هنا؟! ... هنا أحب أنْ أتناول قطعة من اللحم البقري بصلصة الذرة ... 🥩
- ابتسم وكأنه لمح بادرة أمل:
- جيد، ... أعرف مطعمًا في ذلك الشارع يعد ألذ قطعة ستيك قد تأكلينها في حياتك 😋
لم أعلق وأبعدت نظري عنه ... التفت لأطالع المناظر عبر نافذة السيارة، ... لكنه مد يده هذه المرة اِلتقط يدي، بينما طوقني بذراعه الأخرى، كان شعورًا دافئًا ... وكانت رائحة عطره التي أحب لازالت موجودة، كم سحرتني هذه اللمسات، وتلك الأنفاس، لكن ليس بعد اليوم، إنها تذكرني بالأيام التي كان يخدعني فيها ويستغل مشاعري، لن أستسلم أبدًا، أبدًا، 😠
فقلت له وأنا أرفع ذراعه من على كتفي:
- من فضلك ... لكنه اعتدل في جلسته، وترك يدي أيضًا بعد أنْ سحبتها منه ...🤚🏻
لم يتحدث، بقي صامتًا، ينظر أمامه، بينما كنت أنا مستمرة في الهروب منه، بالنظر عبر النافذة الجانبية ...
وصلنا إلى المطعم ...
وهناك لم يكن قادرًا على إخفاء نظرات الإعجاب بي، وأنا أتحدث بلغة البلد التي أدرس فيها، كان يبتسم بإعجاب، تارة، وتارة أخرى يبدو مذهولًا لقوة التحول الذي يراه بي، ثم قالها بصراحة:🗣
- إني مذهول، أشعر إني أعرفك لأول مرة، ما الذي حولك بهذه الطريقة؟! أنت امرأة مختلفة تمامًا😲
لم يدهشني تعليقه، فكل من كان يعرفني سابقًا ورآني لاحقًا، يقول ذات الشيء، بدوت معتادة على نظرات الذهول، الإعجاب، والصدمة أيضًا من كل من يتعامل معي بعد أنْ أصبحت امرأة جديدة، لم يكن يعنيني كثيرًا أمر إعجابه، كنت أشعر بالملل، فكلما أنظر إليه لا أتذكر إلا ضعفي، وسذاجتي، وفقر حيلتي، وأيام ألمي واستغلاله لي، لا أذكر له يومًا واحدًا حلوًا...😔
وكأنه فطن إلى ما أفكر به فقال:
- لو كنت هكذا حينما تزوجت بك، لجننت حبًا وغرامًا إليك .🥰..
كان ينظر في صحنه الفارغ من الطعام بينما يتحدث بخجل، ... لم يكن يومًا يخجل مني، كان دائمًا قوي البأس معي، ... لم أعلق، لا يهمني رأيه، أريد أنْ تمضي هذه الأيام سريعًا، وأتخلص منه بكل قوتي 💪🏻...
- لقد أصبحت فاتنة هذا أقل ما يمكنني قوله، ... في الحقيقة حينما عدت باحثًا عنك، اعتقدت أني سأجدك كما كنت، ولم يعد الأمر يهمني كثيرًا، فبعد كل هذه الأعوام، أفقت على حقيقة أني لن أجد امرأة تحبني حقًا بقدر ما أحببتني أنت، .. لقد أحببتني حبًا كبيرًا، صادقًا ومخلصًا، وقد كنت دائمًا بريئة، وصافية القلب، ورغم كل ما كان ينقصك من مظاهر الجاذبية الخارجية، لكن ثمة شيء في أعماقك كان يشدني، ... فأنت تمتلكين ولازلت روحًا نقية طاهرة، لقد أحببتك رغم كل شيء، لكني في الواقع، أدركت قيمة حبك لي متأخرًا جدًا ... 😞
لا أريد أنْ أستسلم وأعترف بأني خسرتك ... لأني لازلت أعتقد أنَّ بإمكاني أنْ أحاول ... 😟
بدا أمامي مثيرًا للسخرية، ممثل هزيل، يجر دورًا تافهًا، ويعيد سيناريو رخيصًا. 😏
- ماهذا الكلام السخيييييف، هل تعتقد أني لازلت ساذجة لأصدق أشعارك، أو إني سخيفة لأهضم مسرحيتك، اختصر ماذا تريد مني؟ ... لأنه مهما كان ما تريد فلن تناله، ولن أكون أبدًا لعبة بين يديك، وأنا مستعدة للموت على أنْ أكون لك مجددًا، تأكد من ذلك. 😠
- لأول مرة يرى كل ذلك الحقد الذي يسكنني عليه، ولأول مرة يلمح قوة شخصيتي التي تحولت أمامه إلى عناد وتحدٍ...
لكنه بادر:🗣
- لا ألومك، ولكني حزين فعلًا، أنْ يتحول كل الحب الذي كنت تكنينه لي إلى حقد دفين بهذا الشكل، أعتقد أن من يحب لا يكره. 😢
فقلت سريعًا: بل يكره، ويكره، ويكره، دعك من هذه الأمثال البالية، أنا لا أصدق سوى الأفعال، ولن أنسى أنك هجرتني بلا ذنب، وتركتني كما لو كنت خرقة بالية حينما لم تعد تحتاج إليها رميت بها دون أية مبالاة ... لن أنسى كن واثقًا. 🤫