....
📚 شـــ
🌹ــــــرح رياض الصالحين
📚
📜 *باب الصـــ
🌹ــــــبر*
📝 *حـــــــــديث اليوم*
📚 الحديث الخمسون
عن ابْنِ عباسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أخِيهِ الحُرِّ بنِ قَيسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمرُ رضي الله عنه، وَكَانَ القُرَّاءُ أصْحَابَ مَجْلِس عُمَرَ رضي الله عنه وَمُشاوَرَتِهِ كُهُولًا كانُوا أَوْ شُبَّانًا، فَقَالَ عُيَيْنَةُ لابْنِ أخيهِ: يَا ابْنَ أخِي، لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الأمِيرِ فَاسْتَأذِنْ لِي عَلَيهِ، فاسْتَأذَن فَأذِنَ لَهُ عُمَرُ. فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: هِي يَا ابنَ الخَطَّابِ، فَواللهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ وَلا تَحْكُمُ فِينَا بالعَدْلِ. فَغَضِبَ عُمَرُ رضي الله عنه حَتَّى هَمَّ أنْ يُوقِعَ بِهِ. فَقَالَ لَهُ الحُرُّ: يَا أميرَ المُؤْمِنينَ، إنَّ الله تَعَالَى قَالَ لِنَبيِّهِ ﷺ : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] وَإنَّ هَذَا مِنَ الجَاهِلِينَ، واللهِ مَا جَاوَزَهاَ عُمَرُ حِينَ تَلاَهَا، وكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللهِ تَعَالَى
✏️ (رواه البخاري)
📝 شرح الحـــــــــديث
🌹عيينة بن حصن الفزاري كان ممن أسلم أخيراً، وذلك بعد أن فتح النبي ﷺ مكة، وكان من المؤلفة قلوبهم، وممن أعطاهم النبي ﷺ مائة من الإبل، ثم ارتد بعد وفاة النبي ﷺ كما ارتد كثير من العرب، ثم أسر في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وجيء به إلى المدينة، ثم رجع إلى الإسلام.
↩ قدم عيينة بن حصن على عمر رضي الله عنه في زمن خلافته وكان ابن أخيه الحر بن قيس من جلساء عمر رضي الله عنه الذين يدنيهم ويقربهم منه وكان الحر رضي الله عنه من أهل العلم
🌷فقال عيينة للحر رضي الله عنه : استئذن لي على هذا الأمير، فاستأذن له الحر وأخبره بحاله، فلما دخل على عمر رضي الله عنه وسلم عليه، قال: هيه يا ابن الخطاب، إنك لا تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل! وهذه كلمة جافية قد كذب فيها وأخطأ فيها
⬅فإن عدل عمر رضي الله عنه يضرب به المثل وتحريه للحق وحرصه على نفع الرعية وإلزامهم بالحق ومنعهم من كل ما حرم الله
🌷فغضب عمر رضي الله عنه عند ذلك وهم به يعني أن يوقع به العقاب تأديبًا له، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله يقول لنبيه ﷺ :
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]
فوالله إن هذا من الجاهلين، فما جاوزها عمر رضي الله عنه ، وسمح وعفا وصفح عن كلمته القبيحة.
▪خُذِ الْعَفْوَ يعني: من أخلاق الناس ما استيسر منها
▪وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ يعني: المعروف
▪وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ يعني: أهل السفه
🌷فما جاوزها عمر رضي الله عنه وكان وقافاً يعني بمجرد التذكير وقف، ولم يحصل منه معاقبة لهذا الرجل
ففي هذا منقبة لعمر رضي الله عنه وحث على التأسي به عندما يتكلم الجهال بما يغضب الإنسان لا بدّ من الصبر والتحمل واحتساب الأجر
↩وقد كان كثير من الأعراب وغير الأعراب يغضبون النبي ﷺ ويتحمل ويصبر عليه الصلاة والسلام
📝 في هذا الحديث: أَنَّه ينبغي لولي الأَمر مجالسة القراء والفقهاء ليذكروه إذا نسي، ويعينوه إذا ذكر.
وفيه: الحِلْم والصفح عن الجهال.
قال جعفر الصادق: ليس في القرآن آيةٌ أَجمع لمكارم الأخلاق من هذه.
وفيه: أن الصفح والصبر من ولاة الأمور ومن المسؤولين منقبة عظيمة فينبغي للمسئول من أمير أو قاض أو غيرهما ولكل مسلم التحمل والصبر وعدم العجلة في الانتقام
فالإنسان بحاجة إلى الصبر على أذى الناس، والتحمل وحبس النفس
📑... يتبـــــــــ؏.....
👇👇👇
📚 شـــ🌹ــــــرح رياض الصالحين📚
فضيلة الشيخ بن عثيمين رحمه الله
https://t.center/chbihiilham/70640