.
*بسم لله الرحمن الرحيم*
*(*وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23)*)
✒قاله أبو العالية ، والحسن البصري .
وقال هشيم ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في الرجل يحلف ؟
*قال : له أن يستثني ولو إلى سنة ، وكان يقول* :
*( *واذكر ربك إذا نسيت* ) في ذلك . قيل للأعمش : سمعته عن مجاهد ؟ قال حدثني به ليث بن أبي سليم ، يرى ذهب كسائي هذا .
ورواه الطبراني من حديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، به .
ومعنى قول ابن عباس :
*" *أنه يستثني ولو بعد سنة* "
↙️أي : *إذا نسي أن يقول في حلفه أو كلامه*
*" *إن شاء الله* " وذكر ولو بعد سنة ، فالسنة له أن يقول ذلك ، ليكون آتيا بسنة الاستثناء ، حتى ولو كان بعد الحنث ،
قال ابن جرير ، رحمه الله ، ونص على ذلك ، لا أن يكون [ ذلك ] رافعا لحنث اليمين ومسقطا للكفارة . وهذا الذي قاله ابن جرير ، رحمه الله ، هو الصحيح ، وهو الأليق بحمل كلام ابن عباس عليه ، والله أعلم .
✒وقال عكرمة : ( واذكر ربك إذا نسيت )
↙️ أي : *إذا غضبت* . وهذا تفسير باللازم .
✒وقال الطبراني : حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، حدثنا سعيد بن سليمان ، عن عباد بن العوام ، عن سفيان بن حسين ، عن يعلى بن مسلم ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس : *( *ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت* )
*أن تقول : إن شاء الله* [ وهذا تفسير باللازم ] .
✒وقال الطبراني : حدثنا محمد بن الحارث الجبيلي حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا الوليد بن [ ص: 150 ] مسلم ، عن عبد العزيز بن حصين ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله : *( *ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت* ) أن تقول : *إن شاء الله* .
✒وروى الطبراني ، أيضا عن ابن عباس في قوله :
*( *واذكر ربك إذا نسيت* )
الاستثناء ، فاستثن إذا ذكرت . وقال : هي خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس لأحد منا أن يستثني إلا في صلة من يمينه ثم قال : تفرد به الوليد ، عن عبد العزيز بن الحصين .
👌 *ويحتمل في الآية وجه آخر ، وهو أن يكون الله - عز وجل - قد أرشد من نسي الشيء في كلامه إلى ذكر الله تعالى ؛ لأن النسيان منشؤه من الشيطان* ، كما قال فتى موسى :
*( *وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره* ) [ الكهف : 63 ]
✅ *وذكر الله تعالى يطرد الشيطان ، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان ، فذكر الله سبب للذكر ؛ ولهذا قال* :
*( *واذكر ربك إذا نسيت* ) .
وقوله : *( *وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا* )
أي : *إذا سئلت عن شيء لا تعلمه ، فاسأل الله فيه ، وتوجه إليه في أن يوفقك للصواب والرشد* [ في ذلك ] وقيل غير ذلك في تفسيره ،
والله أعلم .
https://t.center/chbihiilham/16751