إذا كُنتِ تبحثين عني، ستجديني في نجوم السماء المتلألئة، تتراقص في الليل كأحلام تائهة، وفي زقزوقة العصافير عند الشروق، حيث تُولد بدايات اليوم، وبدايات القصص، دائمًا ستجدين عيناي تحدق بكِ، بتفائل بين أسطر قصصك.
ستجديني في همسات النسيم الباردة، وفي ضوء القمر الذي ينير لياليكِ، أنا في ذاكرتكِ، حين تضحكين وتبكين، أعيش في كل لحظة تحملين فيها الذكريات.
أبحثِ عني بين السائرين وحدهم، على طرقات الوحدة المُظلمة بعد منتصف الليل، فحضوركِ في المكان يجعلني أبادلكِ السر، إذا شعرتِ بفقداني، فابحثِ عني في صدى الأيام، أسمع صوتكِ في خفقات قلبي.
ابحثِ عني في زوايا جسدكِ، تذكري لحظات السعادة التي شاطرتكِ بها، ابحثِ عني في الأشياء التي كُنتِ تحبينها، في تلك التفاصيل الصغيرة التي تبعث الأمل في النفوس. لا تدعِ صورة واحدة تكفي، بل استرجعي الذكريات التي رسمناها معًا، كل ابتسامة، كل دمعة، هي جزء مني.
قُولي إنني حلمت بحياة مليئة بالاكتشافات، وإذا فقدتني يومًا، فابحثِ عني في لحظات العزلة، في انتظار الفجر الجديد، في تلك الخيوط التي تصل بين قلوبنا.
أبحثِ عنّي في صدى الخيبات، قد يتصادف أنني بها أنا، تلك القُبل المتروكة على أحد القبور، دافئ في لحظات الغياب وبارد في صدأ النسيان. أُنثر على الحجر البارد، كما تُنثر الذكريات بين طيات الزمن، تحمل أثر من أحببت، تشهد على لحظات ضائعة وأحلام لم تُحقق.
أنا الأمل الذي لم يفارقكِ، ابحثِ عني في ضوء شمس الصباح، وعندما تفتقديني، ابحثِ عني في صلواتك، فأنا دائمًا في صلواتك، أعيش في دعواتك، وأبقى حاضرًا في كل لحظة شوق.
أشعر أننا سوف نلتقي يومًا ما، ربما في مكان ما بعد الحياة، حيث لا وجود للألم أو الندم أو شوق قاتل. في الأبدية، حيث تتلاشى الحدود والمسافات والتعقيدات، سنكتشف أن كل شيء كان يستحق العناء، وأن الأقدار التي جمعتنا لم تكن عبثًا، بل كانت خطة كتبت في أسطر الغيب.
في عالم لا توجد فيه نهايات، هناك فقط بداية لا تنتهي من السعادة والأمل. أعيش لحظات الغياب وكأنها جروح لا تلتئم، لكن في أعماقي أؤمن بلقاءنا، في كل زمان ومكان، أعلم أنني سألتقي بكِ مجددًا.
وحينها، سأنتقم من كل لحظات البُعد، بكثير من العناق، وربما دموع الفرح. سأعانقك، وسأنظر إليكِ بتمعّن، أبحث في عينيكِ عن كل ما افتقدته، فأنتِ لي.. للأبد.
مرحبًا عزيزتي، إنها الآن أول مطرة في دمشق، والقطرات تتساقط برقّة على الأرض، تخلق لوحة فنية من الألوان والظلال. كُنتُ أتمنى أن أمسك يدَكِ ونسير معًا في أزقة دمشق القديمة، نستكشف كُل زاوية وكُل ركن يحمل قصة نحكيها معًا.
اعتدتُ أن أجلبَ لك دمشق إلى مكانكِ البعيد، أرسل لكِ صورها ليلاً، حيث تتلألأ الأضواء وتنعكس على الأسطح الرطبة، وتبدو المدينة أكثر سحرًا، تمامًا كما أنتِ. فدمشق، في لياليها الحالمة، تعبق بالحنين، وتذكرني بكِ في كُل تفاصيلها الجميلة. كُنت أضع جزءًا من قلبي في كُل صورة ألتقطها، وإذا بكِ تشعرين بأنك قريبة مني.
عادةً ما نقول حينما تُمطر "الله يبعت الخير"، لكنني، الآن أقول: "الله يبعتك"، فأنتِ الخير الذي أحتاجه.